ليس من توصيف لهذا التصريح العصبي المستفز الصادر عن د. عصام العريان الكادر الإخواني البارز ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان.. سوي أنه استعداء للشعب الإماراتي ضد المصريين الذين يعملون في هذا البلد العربي مشاركين في جهود التنمية. لا جدال أن ما جاء في هذا التصريح قد يكون هدفه تخويف وإرهاب دولة الإمارات العربية إلا أنه في نفس الوقت يمثل إضافة جديدة للأعباء الثقيلة التي أصبح علي المسئولين عن تسيير أمور الدولة المصرية تحملها. وليس خافيا أن هذا التهجم غير المبرر إنما يأتي انعكاسا لما كان قد تم إعلانه في دولة الإمارات عن القبض عن عدد من العاملين المصريين. لقد جري اتهامهم بالانتماء لخلية إخوانية قيل إنها تستهدف القيام بأنشطة ضد الأمن القومي الإماراتي. معالجة الأمر كان يستوجب التهدئة من خلال المتابعة القضائية حتي يتم معرفة حقيقة الاتهامات وفقا لما يتم عرضه من مستندات. الإقدام علي هذا السلوك كان سيؤدي إلي تجنب إعطاء إحساس بأن وراء القضية أهدافاً سياسية. من المؤكد أن مضمون تصريح د. العريان لا يخدم تواصل العلاقات التاريخية الودية بين دولة الإمارات ومصر والتي يمتد تأثيرها إلي كل دول الخليج.. الافتقار للحصافة السياسية يجعلنا نقول إنه لا نتيجة من وراء ذلك سوي المزيد من حالة الاحتقان التي تشوب العلاقات الأخوية. كان يجب أن يوضع في الاعتبار طبيعة الروابط المستمرة لسنوات طويلة بين البلدين الشقيقين. من ناحية أخري وفي ظل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الدولة المصرية كان يجب مراعاة وضع الاستثمارات الإماراتية والانعكاسات علي حركة السياحة الإماراتية وبشكل أساسي مصالح الجالية المصرية. إن ما يقوم به أعضاء هذه الجالية يلقي الاحترام والتقدير من جانب الأخوة الإماراتيين. هذا الشعور يعكس حبهم وتوادهم تجاه مصر التي ينظرون إليها باعتبارها الدولة الأم لكل العالم العربي. هل لهجوم د. العريان علاقة باجتماع التنظيم الدولي للإخوان بالقاهرة يوم السبت القادم؟