اعجبنى تعليق دنيا سمير غانم الأسبوع الماضى عندما قالت «إعلانات المسلسلات والأفلام التركية فى شوارع مصر»، بل ووصفت ما يحدث الآن بالاحتلال التركي: «الأفيشات فى الشوارع ليه كلها ممثلين أتراك.. أنا وحشنى الممثلون المصريين»، والحقيقة أن هذا واقع غير مقبول يزداد يوما بعد يوم، والمثير أن الأتراك لا ينافسون فى مجال متراجعين فيه أو نحبو فيه، لكنهم ينافسون عملاقا فنيا يعتبر الأبرز فنيا فى منطقة الشرق الأوسط، لكننا نساعدهم للأسف، وأصبح الآن من الموضة أن تشاهد الأعمال التركية وتتابعها، بل وصل الأمر إلى تسابق المنتجين، للتوقيع مع نجوم الدراما التركية، للتواجد بأعمال فنية فى مصر، وكان نتاج ذلك توقيع الممثلة سونجول أودن الشهيرة بنور على بطولة مسلسل «تحت الأرض»، بعد حصول المنتجة دينا كريم على توقيعها. والآن هناك صخب إعلامى ضخم من قبل الشركة على نور للترويج لها، رغم أنها تشارك فى مشاهد معدودة، إلا أن بطل العمل أمير كرارة لايذكر الآن بسبب النجمة التركية، ولا أعتقد أن صرخة دنيا سمير غانم وشعورها بالإحباط قد يأتى بأى نتيجة، لأن الغزو حدث وأصبحت المسلسلات التركية تتسابق عليها القنوات المصرية، لدرجة أن نجوما كبارا فى الدراما المصرية لم يقدموا أعمالا هذا العام، بسبب تراجع معدلات إنتاج الشركات، وأعمال توقفت قبل دخولها بأيام، ولكن لا أحد ينظر إلى الواقع العام، أو إلى هذا المجال الذى يعانى من الغرق، بل المنتجون الذين يفعلون ذلك يساهمون فى سرعة غرقه رغم أنهم سوف يكسبون فى كل الأحوال، لكن يبدو أن هذه العدوى أصبحت منتشرة، والحقيقة أنها خيبة كبيرة نضيع بها تاريخنا، ونهدم مجالا قويا استخدم لصالح مصر سياسيا واقتصاديا فى عقود سابقة، ولكننا تخلينا عنه، فتعرضنا لغزو سريع من خلال مهند ورفاقه، وقصص الغرام العثمانية.