ينعقد المؤتمر السنوي السابع للحزب الوطني اليوم في ظل ظروف بالغة الحساسية تجعل متابعته امراً هاماً لمعارضيه قبل المؤيدين له. فالمؤتمر يأتي هذا العام عقب انتخابات برلمانية مثيرة للجدل.. نجح الحزب فيها في الفوز بأغلبية كاسحة تجاوزت 84% من عدد مقاعد مجلس الشعب. كما يأتي انعقاد المؤتمر وسط ادعاءات واتهامات من الأحزاب الأخري للحزب الوطني بأنه كسب جولة الانتخابات عن طريق التزوير وليس من خلال برنامج انتخابي متوازن يتعرف علي مشاكل المواطنين ويضع حلولاً لها ويفتح الباب أمام مستوي أفضل وأحسن لمعيشة المصريين. وليس عن طريق تكتيك جديد فاجأ به الحزب منافسيه وتمكن من هزيمتهم بالضربة القاضية. كما يأتي انعقاد المؤتمر السابع هذا العام في ظل الاستعداد للانتخابات الرئاسية ومع بداية العام الأخير للبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك الذي اعلنه في 2005. هذا كله يضع الحزب في مؤتمره اليوم أمام عدة تحديات هامة أبرزها ضرورة تقديم كشف حساب للمواطنين باعتباره حزب الأغلبية الذي شكل الحكومة المسئولة عن تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس.. وان يعدد الانجازات التي تحققت خلال فترة السنوات الخمس الماضية. سواء في مجال الاصلاح الاقتصادي أو في مجال الخدمات والمرافق العامة كالتعليم والصحة والنقل وتوفير مياه الشرب والصرف الصحي ومحاربة الفقر وتوفير حياة كريمة للفقراء والارتقاء بمستوي معيشة المواطن وتحسين دخله او معاشه واتاحة فرص عمل للخريجين والتقليل من نسب البطالة. وأيضا فإن الحزب مطالب بأن يعلن عما تبقي من البرنامج وكيف سيتم تحقيقه. لقد عكست الكلمة التي ألقاها الرئيس مبارك امام اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب. رؤية الحزب لمشاكل المجتمع المصري والتحديات التي تواجهه خلال المرحلة القادمة وقدرته علي مواجهتها ووضع الحلول اللازمة لمشاكلنا.. فقد أكد الرئيس أن الحزب الوطني بدأ الاستعداد لانتخابات 2010 منذ الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب عام 2005. وأن الوفاء بما التزم به الحزب أمام مجلس الشعب وبما وعد به الرئيس في برنامجه كان هو السبب الحقيقي في نجاح الحزب في الانتخابات الاخيرة. وقال الرئيس ان هدف الحزب كان ولا يزال خلق واقع جديد.. وإحداث تغيير ملموس في حياة المواطن المصري.. في كل محافظة ومدينة ومركز وقرية علي امتداد ارض الوطن. مؤكدا ان الحزب الوطني تفاعل مع المجتمع بمشكلاته وهمومه وآماله وتطلعاته.. وواجه المشككين في سياسات.. ودافع عن رؤيته وبرامجه وتوجهاته.. وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أننا علي الطريق الصحيح بانجازات أحدثت تغييراً كبيراً بكافة مناحي الحياة.. علي مدي السنوات الخمس الماضية. علي مؤتمر الحزب ان يؤكد للمواطن البسيط إن الشعار الذي اطلقه لبرنامجه "علشان تطمن علي مستقبل أولادك" لم يأت من فراغ او نتيجة لجلسات حماسية وشعارات جوفاء مثلما تفعل الأحزاب الأخري. وانما هو واقع ملموس وبرنامج مبني علي حسابات واقعية حددها أمين السياسات في 7 تعهدات و75 التزاما اهمها: تحقيق متوسط معدل نمو لا يقل عن7% سنوياً. و توفير 5 ملايين فرصة عمل خلال الخمس سنوات القادمة والاستمرار في تحسين الدخول و استهداف خفض معدلات التضخم ومضاعفة أجور العاملين بالجهاز الإداري للدولة. مع تنفيذ برنامج يحقق زيادة أعلي للدرجات الأقل دخلا. ومضاعفة دخل الفلاح و زيادة إنتاجية الفدان. ووضع نظام جديد يوفر إعانة بطالة. و تغطية تأمينية للعمالة الموسمية و غير المنتظمة. لقد خطط الحزب ونجح.. ووضع برنامجاً واقعياً وبقي عليه تنفيذه .. أما الأحزاب والجماعات الأخري فلم نري منها إلا شعارات وصراعات وصرخات واعتصامات.. وكلها أشياء المواطن في غني عنها. لأنه يبحث عمن يحترمه ويوفر له حياة كريمة. لا عمن يتاجر بمعاناته ومشاكله.