أعلن اللواء عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء أن تقرير لجنة الخبراء الأجانب والمصريين حول أسباب حوادث القروش. حدد خمسة أسباب رئيسية أدت إلي تغير سلوك أسماك القرش بالبحر الأحمر ومهاجمة السياح بشواطئ شرم الشيخ الأمر الذي أسفر عن إصابة ثلاث روسيات وأوكراني ووفاة ألمانية خلال ستة أيام. أكد أن الخراف النافقة التي ألقتهاپاحدي سفن "اللايف ستوك" بمياه خليج العقبة قبل شهر ونصف تعتبر السبب الرئيسي في تغير سلوكيات القروش كما كشف التقرير أن الممارسات الخاطئة للسياح ومنفذي رحلات الغوص الخاصة بإطعام الأسماك بصفة عامة والقروش بصفة خاصة جاءت كسبب ثاني لحدوث الخلل فيما جاء الصيد الجائر ونفاذ الغذاء الطبيعي للقروش من الأسماك كسبب ثالث.. كما بين التقرير أن الطبيعة الطبوغرافية لشواطئ شرم الشيخ تسمح من حيث العمق بتواجد أسماك القرش وبالتالي اقترابها من مناطق السباحة. وأرجع التقرير الذي اشترك في اعداده أربعة من أشهر علماء القروش في العالم ونخبة من علماء البحار المصريين سبب تواجد القروش المحيطة في شواطئ شرم الشيخ حتي الآن إلي التغيرات المناخية العالمية وارتفاع درجة حرارة مياه خليج العقبة بمعدل أربعة درجات مئوية. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس وحضره حشد كبير من وسائل الإعلام المحلية والدولية. وشارك فيه رئيس فريق الخبراء البروفيسور جورج بورجيس مدير معهد التاريخ الطبيعي ورئيس أبحاث القروش بفلوريدا. قال اللواء عبدالفضيل أن الخبراء وضعوا توصيات لتقليل الهجمات وليس المنع العام. منها توصيات عاجلة تتمثل في اقامنة ابراج مراقبة علي الشواطئ مزودة بغواطين ومنقذين ومسعفين وتسيير دوريات لقوارب سريعة وتحديد المناطق المحظور فيها السباحة و"السنوركلينج" ووضع علامات بعدة لغات.. كما أوصي التقرير بضرورة توعية السياح بالاضرار التي تحدث جراء اطعام الأسماك وكذلك تطبيق اجراءات عقابية صارمة علي المخالفين سواء بدفع غرامات مالية فورية ووقف ترخيص المركب المخالف لمدة 3 أشهر وفي حالة العودة يتم الوقف 6 أشهر ليكون السحب النهائي في حالة تكرارها للمرة الثالثة. وقال أن هناك مجموعة من التوصيات طويلة المدي منها تفعيل الاتفاقيات الدولية واحكام السيطرة علي المراكب المارة بخليج العقبة وتدريب العاملين بشواطئ الفنادق علي طرق الاسعاف والرقابة. أشار إلي أن مشاكل القرش بدأت في شرم الشيخ بعد سقوط الطائرة الفرنسية عام 2001 والتي شكلت أول تغير في طبيعة غذاء القروش. وهو ما أدي إلي ظهور أول هجوم وقتها. ثم تكرر الحادث في 2004 إثر القاء أحد المراكب لخراف نافقة وهو نفس السبب وراء حادث 2008 والهجمات الأخيرة فضلاً عن الأسباب التي أوردها التقرير وجميعها ساهم في حدوث خلل في المنظومة البيئية للكائنات البحرية. ورداً علي سؤال حول موعد اعادة فتح الشواطئ أمام السباحة والغوص السطحي مرة أخري قال شوشة إن الأمر يعتمد علي سرعة توفير الفنادق العناصر الأمان التي جاءت في توصيات تقرير الخبراء والتي تم ارسالها إلي جميع الفنادق خاصة في مناطق خليج نعمة وشرم المية والقري التي يتوفر فيها مسافة كافية للسباحة بعيداً عن مناطق الشعاب المرجانية والأعماق الكبيرة أما الفنادق التي تقعپشواطئها مباشرة علي الشعاب خاصة المنطقة المنحصرة بين شمال نعمة وحتي رأس نصراني. فسيتم دراستها بتأني بمعرفة فرق من المتخصصين المصريين لتحديد أنسب الحلول لها بما لاپيتعارض مع الحفاظ علي البيئة وقال: لن اسمح بنزول السياح المياه إلا بعد التأكد من توافر الحد الأقصي من عوامل الأمان. وحول مصير المركب التي تسببت في الكارثة البيئية والسياحية لشرم الشيخ قال أن أجهزة الدولة وقعت عليها غرامة قيمتها مليون و200 ألف جنيه. وفيما يخص الآلية التي ستنتجها المحافظة في إحكام الرقابة علي ممارسات السياح والمراكب في تغذية الأسماك ومبلغ الغرامات المقررة قال أن الرقابة علي ممارسات السياح بشواطئ الفنادق ستترك لإدارة الفنادق التي ستكون أول المتضررين في حال اهمال متابعة وتوعية السياح أما الرقابة في مواقع الغوس ستكون من سلطات جهات الرقابة التنفيذية. ومن جانبه أكد الدكتور جورج بورجيس أن الحكومة المصرية تعاملت بكل جدية مع الأزمة فقد أرسلت وزارة السياحة في طلب المتخصصين الأجانب بعد تكرار الحوادث وأمدتنا بكل المعلومات واستطيع أن افسر ما حدث من ارتباك في بداية الحوادث يرجع لأنها المرة الأولي التي تتعرض فيها مصر لمثل هذه الهجمات. أضاف أن القروش التي هاجمت السياح تنتمي إلي فصائل تعيش في البحر الأحمر. وتتحرك من شمالية إلي جنوبية خلال العام وقد حدث تغير في سلوكها نتيجة تناولها الخراف التي مثلت غذاء جيد جداً لها وهو ما دفعها إلي البحث عنها في أي مكان فاقتربت من الشواطئ العميقة خاصة مع نفاذ غذائها من الأسماك وهاجمت السياح السابحين علي سطح الماء غير أن ذلك لا يحدث مع الغواصين. قال بورجيس في تصريحات خاصة ل "الجمهورية": البيئة البحرية مثل الغابات والبراري التمتع بها ينطوي علي عنصر مخاطرة وهو ماپيدركه الجميع علي مستوي العالم وهو ما يصعب معه اعطاء ضمانة بعدم تكرار الحوادث مع الأخذ بوسائل تأمين فعالة.