ولهذا اقامت اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم "ايسيكو" مؤتمرا كيفية استخدام الوسائل التكنولوجية في مجال الأمية في تسع دول اسلامية وعربية وهي العراق والمغرب وموريتانيا والسودان واليمن والسعودية ولبنان وسوريا واخيرا مصر التي يبلغ حجم الأمية فيها 30% من حجم السكان فماذا قالوا؟. يقول صفوت سالم الأمين العام للجنة الوطنية المصرية لليونسكو: نحاول القاء الضوء علي كيفية استخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات في مجال محو الأمية وتعليم الكبار بهدف الاستفادة من الجهود العالمية والدولية في محو الأمية من خلال وسائل العصر وهي الكمبيوتر والمحمول الذي اصبح في يد كل إنسان سواء فقير أو غني.. أمي أو متعلم.. فالمعرفة حق من حقوق الإنسان ولن تتأتي المعرفة الا بالقراءة والكتابة ولهذا أقر الاعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ أكثر من خمسين عاما بضرورة المعرفة وغيابها عن عدد كبير منهم لهو أمر خطير وما يبعث علي القلق في موضوع الأمية ان ثلثي الذين يفتقدون المعرفة بسبب أميتهم هن من النساء!! في تلك البلاد ممثلا عندنا في مصر تبلغ من 30% إلي 80% من تلك الشبه من النساء وهذا يعتبر نكرانا لحق من حقوق الإنسان والحقوق الاساسية للمرأة ذاتها وايضا هدر واسع للقدرات لا تستطع الدول الفقيرة تحملها لأن المرأة تساهم مساهمة كبيرة في مجال التنمية في أي مجتمع ومحو الأمية وسيلة لاطلاق العنان لقدرات المرأة التي إذا ما اعطي لها أن تتحقق تستطيع التحول إلي قوة مطلقة لتحسين وضعها وضمان كرامتها وتعزيز وقعها علي افراد الاسرة والمجتمع ايضا والتغير الايجابي ايضا إذا فمحو الأمية وخاصة للنساء هو مفتاح التنمية وخاصة للمرأة المصرية والتعلم وعد ببداية حياة جديدة يضعها في مسار التنمية لأن الاعداد تتزايد وهذا مؤشر سلبي لمسيرة التنمية في تلك البلاد.. ويشير د.رأفت رضوان رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار: يحضرني مقلولة للفيسلوف سقرط يقول فيها "ما اسمعه انساه. ما أراه قد اتذكره. ما أفعله لا انساه" ومن خلال هذا لابد ان نتفق علي ان العالم يتغير من عالم الصناعة إلي المعرفة والتعلم والمعرفة يحتاجان إلي تكنولوجيا جديدة ولابد ان ندرك جميعا ان التعليم هو الأمن القومي لمصر.. ولهذا علينا ان نواكب التكنولوجيا الجديدة فنحن غير أولادنا ولا يجوز ان نعلم أولادنا كي تعلمنا وايضا الأمين في مجتمعنا يحتاجون إلي أساليب ابداعية جديدة في التعلم فالفقر الموجود في مصر لم يمنع الناس من حمل المحمول واستخدام الدش في المنازل فالتكنولوجيا قادمة لا محال وعلينا ان نرتب انفسنا علي ذلك ولكن رغم ذلك فإن اثنين ونصف مليون مصري فوق سن الستين أميون 80% من هؤلاء من النساء؟! وقد اثبتت التجارب ان تكنولوجيا المعلومات اجتاحت القرية المصرية واثبتت قدراتها علي التواجد في هذا المجتمع والكمبيوتر والدش والمحمول اكبر دليل علي ذلك.. أما الدكتور الغريب زاهر اسماعيل مدير مديرية اسيكو: فيؤكد ان محاربة الأمية وتعليم الكبار واقرار آليات جديدة اكثر كفاءة وفعالية لجذب الأميين للتعلم يمنحهم فرصة كاملة للمشاركة في التنمية المستدامة وهذا يحقق طفرة نوعية من خلال الانفتاح علي الجديد في عالم المعرفة.. من خلال الوسائل التكنولوجية ويأتي الكمبيوتر علي رأسها وبما يحقق انخفاضا في تكاليف التعليم في استخدام وسائل أخري وايضا خفض في الوقت وايضا يجعل هناك استدامة للتعلم ليكون هناك معرفة وتعلم مدي الحياة.. فالمنظمة الاسلامية تعطي اهتماما كبيرا لكيفية تقليل فجوة الأمية في تلك المجتمع عن طريق التكنولوجيا التي لم يعد استخدامها ترفا وإنما هي جزء من مكونات العصر التي يشارك فيه افراد المجتمع جميعا ويأتي دور المرأة دورا رئيسيا وفعالا في عملية التنمية المستدامة.