عودة الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي بعد هزيمته في كلا من سوريا والعراق إلي بلادهم خاصة في أوروبا وأمريكا خلف وراءه إرثا ثقيلا تسعي تلك الدول إلي التخلص منه وعدم استقبالهم. ظهر لك جليا في قضية الفتاة الملقبة ب "عروس داعش" التي عادت إلي بريطانيا وقامت وزارة الداخلية بتسليم عائلتها رسالة تفيد بإسقاط الجنسية البريطانية عنها. الدول الأوروبية وأمريكا تعتبر أنه من المستحيل إيقاف أفكار وآيديولوجيات المتطرفين من الوصول إلي عقول المتعاطفين والمتأثرين والاقتناع بها. الأمر الذي تسبب في إثارة قلق عدد كبير من الدول ورفضهم استقبال مواطنيهم الذين شاركوا في تنظيمات متطرفة حيث تعتبر تلك الدول أن العائدين إليها بمثابة قنابل موقوتة تتفجر في المجتمع وتنشر أيديولوجية العنف. قالت وكالة بلومبرج الأمريكية: إن الولاياتالمتحدة جددت ضغوطها علي أوروبا بشأن استقبال الدواعش المحتجزين في سوريا. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن واشنطن ستواصل الضغط علي حلفائها الأوروبيين لأخذ مواطنيهم الذين تم القبض عليهم وهم يقاتلون لصالح داعش في سوريا إذا تم إطلاق سراحهم. تقول ¢بلومبرج¢ إن مصير ما يتراوح بين 800 إلي ألف من الذين احتجزتهم الميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا كان قضية مثيرة منذ تغريدة الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي التي قال فيها إن علي بريطانيا وألمانيا وفرنسا والدول الأوروبية الأخري أن تأخذ أكثر من 800 من مقاتلي داعش وإلا سيضطرون لإطلاق سراحهم. وعلي الرغم من تفاوت سبل معالجة إشكالية عودة المقاتلين الأجانب في الدول الأوروبية. فإن غالبيتها تنم عن تخوّف من عودتهم وتسببهم في خلق "خلايا نائمة" وكذلك قدرتهم علي التأثير سلباً في المجتمع. في هذا الصدد ذكرت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبييه. أن بلادها ستقيم دراسات علي جميع الحالات المرتبطة بالمقاتلين الفرنسيين. كل علي حدة. فيما قال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد. إنه لن يتردد في منع البريطانيين الذين كانوا في صفوف التنظيم من العودة إلي بلادهم. كما نشرت إسبانيا استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وضعها مركز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. الذي ينص علي أن "المقاتلين الذين غادروا الأراضي الإسبانية إلي مناطق القتال في سوريا والعراق مع تنظيم داعش. بالأخص في مدريد وبرشلونة وسبتة ومليلة يعتبرون مصدر قلق رئيسياً. ولا بد من اتباع سبل قضائية للتصدي لمخاطرهم. مثل إيداعه في السجن حال عودتهم إلي بلدانهم". يعكس ذلك بلا شك تراجع توقعات السلطات القدرة علي إعادة تأهيل المقاتلين والتشكيك في صدق نياتهم. والقلق حيال قدرتهم علي التأثير سلباً في مجتمعاتهم. ذلك لا ينطبق فحسب علي من قاتل فعلياً في مناطق الصراع. بل شمل ايضا "العروس الداعشية" أو من قررت هجر بلادها وحياتها القديمة من أجل الاقتران بمتشدد من "داعش". أو أكثر من مقاتل علي التوالي.