معهد القلب هو القبلة التي يقصدها آلاف المرضي يومياً. فليس أهم في الجسد من القلب. كما قال رسول اللَّه "صلي اللَّه عليه وسلم": "ألا إن في الجسد مُضْغَةْ إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجسد كله. وإذا فَسَدَتْ. فَسَدَ الجسد كله.. ألا وهي القلب". هذا الحديث جسَّد أهمية هذا العضو. صغير الحجم. كبير الفائدة والأهمية للإنسان. من هذا المنطلق فإن معهد القلب القومي الذي أنشئ في ستينيات القرن الماضي مر بمراحل عديدة. عاني خلالها الإهمال والتدني في الخدمات. وصار اسماً علي غير مسمي.. حتي شاء القدر وتقلد إدارته العالم المصري الكبير حكيم القلب الأستاذ الدكتور جمال شعبان.. فبذل جهداً كبيراً. وواصل العمل ليل نهار للارتقاء بالعنصر البشري مهنياً وطبياً وتمريضياً. وإدارياً. وإنشائياً.. من أجل المريض حتي استعاد معهد القلب مكانته ودوره خادماً لدولة بأكملها. وجبهة للدفاع عن قلوب المصريين ومواطني الدول العربية. وأصبح منارة القلب الأولي في الشرق الأوسط. ويُعد معهد القلب الأول علي مستوي المستشفيات المشاركة في مبادرة القضاء علي قوائم الانتظار. حيث تم إجراء 7 آلاف و500 عملية قلب مفتوح. وتغيير صمامات وقسطرة حتي الآن. إضافة إلي ذلك فإن 70% من عمليات القلب بالمعهد علي نفقة الدولة و25% تأمين صحي. و5% فقط اقتصادي. وينفق المعهد سنوياً 200 مليون جنيه. في 30 يونيو المقبل سيتم افتتاح أكبر وحدة للرعاية المركز للقلب في مصر بسعة 100 سرير رعاية. المعهد يستقبل يومياً 2500 مريض بالأقسام الخارجية. ويجري 70 عملية قسطرة و15 جراحة يومياً. دون انتظار إصدار قرار العلاج علي نفقة الدولة. ويجري سنوياً 4 آلاف جراحة و15 ألف قسطرة. ويستقبل مليون مريض بالعيادات الخارجية. هذه الأرقام تجسد المسئولية الكبري التي يقوم بها المعهد الآن لتلبية احتياجات المرضي بعد الدعم غير المسبوق من أجهزة الدولة لمعهد القلب. ** خلاصة القول إن المستشفيات الحكومية وغير الحكومية ليست في حاجة إلي إنشاءات أو مبان أو أجهزة بقدر ما تحتاج إلي إنسان يراعي اللَّه وضميره في عمله. ويلبي حاجة المريض الملهوف. ** خير الكلام.. قال تعالي في سورة آل عمران: "إنْ تَمْسَّسْكُم حَسَنَة تَسُؤْهُم. وإنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَة يَفْرَحُوُا بِهَا. وإنْ تَصْبِرُوُا وَتَتَّقُوُا لا يَضُرُّكُم كَيْدُهُم شَيْئاً. إنَّ اللَّه بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط".. صدق اللَّه العظيم.