في 2 يوليو من العام الفائت نشرت جل الصحف ما نصه: "26 ألف مخالفة مرورية في حملات علي الطرق" أعادني هذا الخبر إلي ذكر ما يعانيه الشارع المصري من أوجاع. فمازال الشارع المصري يئن ويشكو ولا من مجيب. ويستغيث ولا من مغيث. ويصرخ ولا حياة لمن تنادي. تكاثرت أوجاعه وتنوعت مساوئه وتعددت مشاكله وتضخمت آلامه. وتكالبت عليه عناصر الشر المتمثلة في الفوضي والجهل والتخلف والاهمال والفساد والإفساد والمتاجرة بالأديان. ظلت تلك العناصر تتمدد وتتصاعد بشكل مخيف ينذر بأسوأ العواقب. وكل عنصر يخدم العناصر الأخري في غياب لهراوة القانون سواء أكان هذا الغياب متعمداً أو غير متعمد.. وعلي سبيل المثال وليس الحصر: "إمبراطورية الميكروباص" و"جيوش التكاتك" هذه أو تلك تلتهم كل يوم مساحات جديدة من منظومة القيم والأعراف والقوانين. والأنكي أن من يقودونها صبية دونما حسيب أو رقيب. بعض هؤلاء الصبية في نهاية المطاف التلاميذ الأكفاء في مدرسة البلطجة ناهيك عن تبادل الألفاظ التي حفل بها قاموس "قلة الأدب" بين سائق وزميله الذي يسابقه مع تبادل لفائف السجائر المحشوة بكافة ألوان المخدرات. ومن الطبيعي نهاية الأمر. أن تفسح لهم صفحات الحوادث العديدة بالصحف لنتجرع بلاويهم وجرائمهم وما اقترفت أياديهم القذرة من رذائل وفسق وفجور. من هنا فإن نزيف الأسفلت مازال ينهمر كالسيل الجارف حتي تبوأت مصر في عام من الأعوام المركز الأول عالمياً في حوادث الطرق. ويبقي الدور علي الأجهزة المعنية للقيام بمهامها.