رغم ضآلة راتبه الذي لا يتجاوز 1600 جنيه إلا ان ضميره رفض المساومة والرشوة ليدفع بدمه ثمناً للمبادئ التي رباه والده عليها حيث اعتدي عليه جزار بالسلاح الأبيض بعد ان رفض السماح له بذبح عجول مريضة. وفي ظل التحديات الصعبة التي يواجهها في عمله كطبيب بيطري في إدارة التفتيش علي المجازر واللحوم استمر في عمله دون خوف أو تراجع عما يمليه ضميره وأخلاقه. سالم شعبان سالم من أبناء مدينة دمنهور محافظة البحيرة عام 1988 حاصل علي بكالوريوس الطب البيطري جامعة الاسكندرية 2010. والده كان يعمل محاسباً ووالدته مدرسة بالمرحلة الابتدائية وله شقيق أخصائي تحاليل وشقيقتان. وكان من أوائل دفعته من الخريجين لتشجيع والده له علي الدراسة والتفوق. وتم تعيينه في 2012 في وحدة بيطرية لمدة خمس سنوات ثم انتقل للعمل بالمديرية بإدارة التفتيش علي المجازر التي شهد من خلالها عالماً آخر من المهازل والفساد والرشوة واللحوم الفاسدة. يقول سالم إن التحديات الصعبة التي يواجهها باستمرار في مجال عمله لم تثنه عن أداء واجبه ولم يتنازل أبداً عن مبادئه فالبركة في الرزق الحلال بعيداً عن الجشع والطمع ولأنه رفض المساومة تعدي عليه أحد الجزارين الذي كان يرغب في ذبح ستة عجول بتلو إناث مريضة ودون السن بمجزره الخاص. وأثناء التفتيش حرر له محضراً وتقريراً بحالة العجول المريضة إلا ان الجزار حاول مساومته ولكنه رفض المساومة فقام الجزار بالتعدي عليه بسلاح أبيض وأحدث له جرحاً قطعياً بالبطن بطول 20 سم فتم نقله إلي المستشفي بينما حررت مديرية الطب البيطري محضراً رقم 31941 بمركز شرطة دمنهور ضد الجزار واتخذت المديرية إجراء بإيقاف الجزار لمدة شهر طبقاً للقانون وإعداد مذكرة تفصيلية ومخاطبة المحافظ لمنع الجزار من دخول المجزر لمدة سنة تمهيداً لإيقافه نهائياً طبقاً للقانون. أضاف أن مدير مديرية الطب البيطري مازال يسانده ويدعمه ليحصل علي حقه هو والوزارة والهيئة العامة للخدمات البيطرية ولكن نقابة الأطباء البيطريين أخبرته أنه سيتم توكيل محام له لمتابعة القضية إلا ان المحامي لم يتابع القضية بالشكل المطلوب مؤكداً ان النقابة أعلنت دعمها له ك "شو إعلامي" فقط كما ان بعض زملائه يرفضون الشهادة لتجنبهم أذي الجزار وشقيقه وحتي الآن لم تكتمل إجراءات القضية بسبب تراجعهم عن الشهادة. ويذكر سالم أنه لن يتراجع عن مبادئه وضميره فهو لديه ابنة ويرغب في تربيتها علي المبادئ والقيم وان يكون قدوة حسنة لها ولأسرته.