يعملون بأقل الامكانيات من أجل الصم وضعاف السمع صغارا وكبارا من أجل عودتهم للحياة والتواصل وليصبحوا أفرادا منتجين. اتخذوا لأنفسهم اسم "منارة الأمل" وعملهم له نصيب كبير من شعارهم فهم يقومون بتأهيل الأطفال الصم لدخول المدارس من عمر عامين وحتي ثماني سنوات ويقدمون دورات مجانية للكبار في التريكو والطباعة والتفصيل والحاسب الآلي مع عمل معارض لبيع منتجاتهم كما يقدمون "سماعات" مجانية لغير القادرين وماكينات خياطة وطباعة لتعينهم علي الحياة. من جهة أخري يقوم المجتمع المدني بتوفير السماعات للفقراء من ضعاف السمع كما يقدمون لهم أجهزة وماكينات خياطة ووسائل أخري تعينهم علي الحياة. "الجمهورية" التقت داخل المؤسسة بوفد من طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الأعضاء في برنامج "محاكاة الرئاسة الأمريكية MAP" حيث قاموا بزيارة للمؤسسة ليقدموا سماعات وأجهزة للفقراء.. تقول أنهم يقدمون المساعدات والدعم النفسي للأطفال لرفع روحهم المعنوية ولجعلهم يشعرون أنهم جزء فاعل وأصيل في المجتمع وان بامكانهم التواصل مع المحيط من حولهم.. وليس علي طريقة الشاعر أبوالعلا المصري الشهير ب "رهين المحبسين" لأنه أصيب بالعمل فاعتزل الناس وحبس نفسه وراء جدران بيته. وقال مصطفي إمام وتهاني مجدي ومريم حسام ومحمد نوير وعمر وجميل أعضاء "MSP" انهم يعملون تحت اشراف د.محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والدكاترة محمد مطاوع وياسر محمد وأميرة تواضروس لنشر فكرة التطوع وتقديم المساعدات للمحتاجين من الصم وضعاف السمع مثل منحهم ماكينات خياطة وتطوير لتساعدهم علي الحياة والحصول علي حياة كريمة. ومن داخل المؤسسة التقت "الجمهورية" ببعض الذين يتعلمون حرفا تعينهم علي الحياة. وتقول أميرة محمد 24 سنة انها تتردد علي المؤسسة منذ 12 عاما وتدربت علي الكروشيه وطوال هذه الفترة وهي تقدم مشغولات يدوية تعرض داخل المؤسسة وتشعر بسعادة عندما يقبل الناس علي شراء منتجاتها خاصة انها لم تجد الفرصة سواء في التعليم أو العمل نظرا لظروفها فهي غير قادرة علي التعامل مع المحيطين بها. تضيف نادية محمد ابراهيم انها تدربت علي الخياطة منذ عام 2013 وهي الآن تنتج أطقم ملايات ومفارش بأشكال مختلفة مؤكدة انها سعيدة بقضاء أوقات مفيدة داخل الجمعية وتنوي الاستمرار في العمل بداخلها. وتؤكد فاطمة محمود 51 سنة انها لديها 6 أخوات وكلهم من الصم وفي الصغر درست لغة التخاطب بأحد المراكز وبعدها قررت ان تعمل بالمشغولات اليدوية من منزلها وبمرور الوقت نصحها أحد اخواتها بأن تنمي تلك الموهبة وان تستثمر وقتها ومشغولاتها في المكان الصحيح وبالفعل بدأت التدريب بالمجان في مؤسسة الصم والبكم منذ عام 2010 حيث وجدت البيئة الملائمة لها لتظهر موهبتها. تقول سهير السيد مدير المراكز اللغوية ان مؤسسة الصم وضعاف السمع تستقبل الأطفال سواء ضعاف السمع أو أطفال زرع القوقعة من سن عامين وحتي 7 سنوات وينقسم الاطفال إلي 3 مستويات الأول وهو من عمر عامين عندما يبدأ تعليم الطفل أصوات الحروف وفي المستوي الثاني يتم فيه تجميع الحروف لتلوين كلمة أو جملة مكونة من كلمتين أما المستوي الثالث فهو مرحلة تكوين جمل طويلة وتعليم اللغة الانجليزية ويكون بذلك الطفل مؤهلا للالتحاق بالمدارس وهناك العديد من الأنشطة للأطفال مثل الرسم والكمبيوتر حيث يتردد علي المؤسسة أطفال من مختلف المحافظات وانه يتم تجهيز قسم داخلي لأطفال المحافظات لعدم قدرتهم علي الحضور يوميا للمؤسسة. وتضيف نجلاء محمد طلعت مديرة لمؤسسة الصم وضعاف السمع ان المؤسسة تستقبل أطفالا من فئات عمرية مختلفة وكذلك الكبار وتقوم الجمعية بتعليمهم مهارات عديدة بالمجان مثل التريكو والتفصيل والطباعة والنجارة والحاسب الآلي ويتم عرض منتجاتهم للبيع كما تمنحهم شهادة تأهيل ومخاطبة بعض الشركات المتعاقد معها والتابعة لوزارة القوي العاملة لتوفير فرص عمل ضمن فئة 5% كذلك الحاصلين علي دبلومات يتم تدريبهم علي الحاسب الآلي للحصول علي شهادة تأهيل وتؤكد انه يتم توفير السماعات للحالات غير القادرة بعد عمل قياس سمع وبحث اجتماعي ويتم العرض علي الاستشاري لتحديد السماعة المناسبة من التبرعات التي تحصل عليها المؤسسة. وتوضح مني السيد مدرسة بالمؤسسة ان الدراسة تتم داخل غرف مجهزة وعازلة للصوت حتي يتم سماع الأصوات بشكل واضح وتعريف الاطفال بأصوات الحروف وتجميع كلمات حسب مستوي كل طفل. وتشير مديحة يسري اخصائية تخاطب إلي أن الأمر لا يقتصر علي تأهيل الاطفال وإنما يتم تدريب الكبار علي حرف بالمجان مثل التريكو والخياطة والنجارة علي ان يتم عرض المنتجات للبيع داخل المؤسسة وتوجه الأرباح لشراء السماعات للفقراء.