¼ النائبة إلهام المنشاوي. عضو مجلس النواب أثارت موضوعاً مهماً.. وقضية تستحق البحث والدراسة بفكر متفتح ودون التقيد بالروتين واللوائح والأنظمة والقوانين التي يتم في أحيان كثيرة تفصيلها طبقاً للمصلحة وللظروف.. تقول: إن هناك بعض التخصصات نحتاجها للعمل بعد سن الستين عاماً لاستثمار طاقاتها وخبراتها في مجال ما. ولكي يضيفوا لمواقعهم بإسهاماتهم وقدراتهم.. مثل الأطباء الذين تتم إحالتهم للمعاش في سن الستين رغم الحاجة إليهم. وهي قضية لا تتعلق بالأطباء فقط. وإنما بكل الوظائف والمهن التي أصبحت تبحث عن قيادات جديدة. فلا تجد ولا تتمكن من سد فراغ من أجبروا علي الرحيل بسبب الوصول إلي سن الستين. ونحن مع النائبة في ضرورة أن تكون هناك صيغة ما للاستفادة من هذه الخبرات في بعض المجالات التي تستدعي أن يكون هناك وجود قوي لأصحاب الخبرة للمحافظة علي تماسكها وقوتها. والاستعانة بأهل الخبرة في هذه المجالات لا تمثل تهديداً لفرص الشباب أو تحجيماً لهم. بقدر ما هي استثمار جيد لخبرات أصبحت قادرة علي الإضافة وأكثر تحرراً من القيود الاجتماعية والمادية. منظومة العمل الجماعي لا يجب أن تكون قائمة علي الأعمار أو الجنس بقدر ما هي منظومة إبداع لمن كان قادراً علي العطاء والإضافة وتقديم الأفكار الصالحة والمناسبة للتطبيق. وإذا كانت نائبة الشعب قد تحدثت وأثارت هذه القضية. فإننا نأمل أن يكون هناك حوار مجتمعي يطرح كيفية التنفيذ.. وكيفية الاستفادة دون أن يكون الباب مفتوحاً أمام اقتراحات بالمد المطلق لسن الخدمة فوق الستين عاماً. والمد والاستعانة بالخبرات يكون للكفاءات فقط. * * * ¼ ونحزن نتألم لما حدث في منطقة السلام من جريمة بشعة أقدم فيها بلطجي علي قتل شاب صغير السن بمطواة قرن غزال. والجريمة نفسها ليست حدثاً غريباً. فهي تقع وستقع في أي مكان. ولكن ما نحزن له هو موقف رجال المنطقة الذين اكتفوا بمشاهدة الجريمة ولم يسارعوا إلي نجدة الشاب وإيقاف الاعتداء ونقله علي الفور للمستشفي لإسعافه!! فرجالة السلام وقفوا خائفين مترددين في تقديم المساعدة خوفاً من بلطجي واحد كان يرفع المطواة!!.. والذين شاهدوا الحادث. لو أن كل واحد منهم أمسك بعصا وتجمعوا حول البلطجي لكانوا قد أوقفوا المضي في الجريمة. ولكانوا قد اقتصوا أيضاً منه!! والذين اكتفوا بالفرجة مثلهم مثل كثيرين الآن. يتركون الجريمة تتم ويتفرغون لالتقاط الصور والفيديوهات علي الموبايل. وكأن وظيفتهم تصوير الحادث فقط!! والرجال الذين اكتفوا بالفرجة وشاهدوا وتابعوا الشاب وهو يُذْبَح أمام أعينهم. عليهم أن يرتدوا منذ الآن "الطُرَح" وأن ينسوا أنهم كانوا رجالاً!! * * * ¼ ونتحدث في قضية أخري.. نتحدث عن الأندية الجماهيرية الشعبية التي أوقفت باب العضوية أو التي وصلت العضوية فيها لأرقام خيالية. وأحد هذه الأندية الشعبية وصلت العضوية فيه إلي نصف مليون جنيه فقط!! وإذا كانت عضوية الأندية الشعبية بهذه الأرقام. فإن أندية الصفوة لا تقبل العضوية بالجنيه المصري.. وإنما لحائزي الدولار فقط.. فليس معقولاً أن تعلن عن قيمة العضوية بالجنيه المصري منعاً للحسد والقر والحقد!!.. وعضوية هذه الأندية علي أي حال أفضل وأهم عند تعريف الشخص بنفسه من أي وظيفة.. والعضوية نفسها أصبحت وظيفة و"برستيج" جامد جداً!! * * * ¼ وبينما العضوية في النوادي بالآلاف والآلاف. فإن التكاتك في الشارع وصلت لملايين وملايين!! والدكتور محمد عرفة. أستاذ الإدارة المحلية يقول: إن عدد التكاتك في مصر يصل إلي 2.9 مليون توك توك. بما يعادل سكان 4 دول خليجية مجتمعة!! ولا ندري بالطبع قيمة ومعني الربط بين عدد التكاتك وعدد السكان في دول أخري. ودلالات هذا الربط وعلاقة الخليج بالتكاتك. ولكننا ندري ونفهم دوافع وأسباب انتشار التكاتك علي هذا النحو. وهذه الأعداد المدمرة. فالتوك توك أصبح مهنة من لا مهنة له. والناس سعيدة بوجوده في المحافظات والمدن. فهو الأفضل والأسرع والمتواجد دائماً في كل الأوقات.. ولكن الناس غير راضية عن تجاوزات بعض قائدي التوك توك خاصة من الصبية الصغار السن. عديمي الأدب والأخلاق!! والناس تبحث عن الانضباط فقط.. وتريد أن يكون هناك سيطرة علي التوك توك. وتنظيم له وتوظيفه بشكل جيد. والناس تعلم أن أصحاب التكاتك والعاملين عليها اعتادوا الفوضي لأنهم لم يعرفوا غيرها. * * * ¼ ونتحدث عن نجمنا محمد صلاح. الذي أصبح مثار جدل علي مواقع السوشيال ميديا. وتعرَّض لانتقادات كثيرة مؤخراً. وصلاح أصبح نجماً.. ونجماً عالمياً.. وللنجوم حياة خاصة مختلفة. وصلاح دخل المنظومة ليتأقلم معها ويصبح جزءاً منها. وحياته الجديدة لم تنل رضاء جمهوره القديم.. يريدونه صلاح الذي يعرفونه. ولا يريدون أي تغيير في حياته وشكله وتعليقاته.. ولهذا انهالت التعليقات والانتقادات.. وسينتظرون أول فرصة لسقوط صلاح لينهالوا عليه تقطيعاً. نحن نحب ونكره بنفس درجة الحماس والانفعال.. لا يوجد أبداً وسطية ولا اعتدال في الحب والكره.. وإنما نوع مدمر من التعصب وغياب الوعي.