لم يكن أكثر المتشائمين يتخيل حتي في الكوابيس أن ينتهي دوري أبطال أفريقيا بهذه النهاية الدراماتيكية بخسارة ثقيلة للأهلي ليفقد لقبه المفضل للعام الثاني علي التوالي ويخرج بهذا الشكل المؤسف. والحقيقة أن هناك أسبابًا عديدة للخسارة لم نشأ ذكرها من قبل حتي لا تتأثر معنويات الفريق مثلما وقف الإعلام مع منتخب مصر خلال مشواره في كأس العالم حتي النهاية ثم بدأ الحساب بعدها ولكن للأسف دون عقاب للمقصرين. ولكن هذه المرة نتمني أن تلقي الخسارة الاهتمام الكافي لإصلاح المسار ليس في النادي الأهلي فحسب ولكن علي مستوي الكرة المصرية التي فقدت 3 ألقاب متتالية لدوري الأبطال 2016 بخسارة الزمالك و2017 و2018 بخسارتين متتاليتين للأهلي. ويمكننا أن نوجز الأسباب التي أدت إلي الخسارة بأسباب إدارية مزمنة أثرت تراكمياً علي الفريق حتي فقد اللقب التاسع في دوري الأبطال بجانب الأسباب الفنية للاعبين والجهاز والتي جعلت الفوز 3/1 ذهاباً غير كافِ لتحقيق الكأس. وبداية فإن خسارة الأهلي لدوري الأبطال جسيمة جداً مادياً ومعنوياً. لم يفقد الأهلي اللقب فقط وإنما خسر 3 بطولات دوري الأبطال الغائبة عن الفريق 5 سنوات والسوبر الأفريقي التي كان سيلعب عليها مع بطل الكونفيدرالية وكأس العالم للأندية التي كان سيلعب فيها للمرة السادسة في تاريخه. ومادياً فقد الأهلي 4.5 مليون دولار أي نحو 81 مليون جنيه بالخسارة تشمل2.5 مليون جائزة الفوز باللقب و1.5 مليون الأحد الأدني لجائزة كأس العالم للأندية بجانب 0.5 مليون جائزة السوبر. فنياً لم يكن الأهلي يستحق اللقب بعد أن لعب أسوأ مبارياته في البطولة علي الإطلاق وكان الترجي جديراً بالفوز بهذا اللقاء ولكن ليس اللقب لأنه لم يلعب طوال البطولة سوي تلك المباراة بل ولم يكن جديراً بالصعود للنهائي علي حساب برميرو دي اجوستو الأنجولي في الدور قبل النهائي.. والحقيقة الدامغة أن الترجي لم يقدم في بطولة هذا العام ما يجعله يستحق اللقب الكبير بل يمكن القول إن المباراة الأخيرة هي الأفضل في مشواره في البطولة. وقع الأهلي ومديره الفني في عدة أخطاء فنية أبرزها عدم الوصول لمرمي الترجي أو خلق أي فرصة تهديفية علي مدي 90 دقيقة. لعب الأهلي أول 20 دقيقة فقط بطريقة الضغط الدفاعي من نصف ملعب الترجي ونجح في إبعاده عن منطقة الخطورة طوال الشوط الأول حتي الهدف الذي غير سير المباراة في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. أخطأ كارتيرون مجدداً في أنه لم يغير طريقة اللعب في الشوط الثاني قبل أن تهتز شباك الفريق بالهدف الثاني وكان يجب عليه اللجوء للهجوم مثلما فعل الفريق في العام الماضي بقيادة حسام البدري عندما هزم الترجي 2/1 بعد تأخره بهدف في الشوط الأول وتأخر كارتيرون جداً في التغيير فسمح للترجي بالسيطرة علي وسط الملعب في الشوط الثاني وشن الهجوم المرتد مستغلاً اندفاع دفاع الأهلي. وقع الأهلي في خطأ دفاعي جسيم في الهدف الأول أتاح الفرصة لسعد بقير أن يستخلص الكرة ويسدد دون مضايقة ثم سمح لنفس اللاعب بالتسجيل بضربة رأس دون مضايقة في الشوط الثاني. وبدأ كارتيرون بمروان محسن كرأس حربة رغم أنه لا يجيد استغلال المساحات مثل صلاح محسن ويعتمد أكثر علي تواجده داخل الصندوق والكرات العرضية التي لم يلعبها الأهلي طوال المباراة وأخطأ كارتيرون مجدداً بإخراج عمرو السولية وهو تغيير أفرغ الوسط تماماً وسمح للترجي بتنظيم الهجمات المرتدة. تلك كانت الأسباب الفنية ولكن عن الأسباب الإدارية. حدث ولا حرج فهي تحتاج لمجلدات!!