بدأت الحكومة مؤخرا الاهتمام بتطوير الاماكن التاريخية والاثرية ومنها سور مجري العيون بمنطقة مصر القديمة.. بعد ان امتدت إليه يد الاهمال والفوضي والعشوائية من جميع جوانبه واخفت ملامحه التاريخية ومعالمه الأثرية. وظل الاهتمام يسيطر عليه لعدة عقود.. وكل فترة نقرأ تصريحات المسئولين بتطوير السور والمنطقة المحيطة به ثم تختفي هذه التصريحات ويظل الاهمال هو المسيطر ويبقي الوضع علي ما هو عليه.. وهو الوجه القبيح للسور. ونتمني ان يشهد السور تطويرا حقيقيا.. لأنه اقدم سور تاريخي وهي يتم وضعه علي خريطة السياحة العالمية. ويمتد السور لمسافة 3 كيلو مترات من منطقة فم الخليج إلي منطقة باب القرافة بالسيدة زينب.. وكان يعرف باسم قناطر المياه. والتي قام بانشاء هذه القناطر صلاح الدين الايوبي مؤسس الدولة الايوبية من سنة 1167 ميلادية وحتي سنة 1193.. ثم قام السلطان قنصوه الغوري عام 1508 بإنشاء سواقي وقناطر جديدة في اقرب نقطة تربط نهر النيل بالقلعة. ويتكون السور من مبني المآخذ وهو المبني الذي توجد به 6 سواقي وعقود السقاية.. ولهذا كان يطلق عليه السبع سواقي وهو السور الكامل للقناة المائية في أعلاه والمسماة بمجري العيون. وفكرة انشائه تتمثل في ساقية عملاقة تسحب المياه من النيل وتصب في أعلي السور عند فم الخليج لتتحرك عبر القناة حتي تصل إلي القلعة وذلك لأن ارتفاع السور يكون في أعلي درجة قرب النيل وينخفض تدريجيا وصولا للقلعة مما يضمن تدفق المياه بسلاسة دون انقطاع. أكد الخبراء ان السور يعتبر من أعظم مشاريع الري التي أنشئت في ذلك الوقت. ولكن خلال عقود طويلة تم اهمال هذا الاثر التاريخي واحاطت به من الخارج جميع انواع العشوائيات وتلال القمامة.. ومن الداخل امتلأ بورش المدابغ.. ولكن بعد ان تم نقل المدابغ مؤخرا إلي مدينة الجلود بالروبيكي اهتمت الحكومة اخيرا بتطوير هذا السور لوضعه علي خريطة السياحة العالمية.. نتمني ان ينتهي التطوير سريعا حتي يتغير وجه السور والمنطقة المحيطة به.. وتتحول إلي منطقة سياحية تدر عائدا علي الدولة.