في مبادرة هي الأولي من نوعها قامت وزارة التضامن بالتعاون مع احدي الجمعيات الأهلية الرائدة في تدريب وتأهيل ذوي الاعاقة الذهنية لتوفير فرص عمل مناسبة لقدرات هذه الفئة وإلحاق اكثر من 500 شاب وفتاة بمختلف مجالات العمل في الهايبرات والشركات الخاصة كما تم تقديم الدعم ل 300 آخرين لممارسة الأعمال الخاصة بهم بالشراكة مع شبكة من أصحاب الاعمال. "الجمهورية" التقت هيثم فؤاد احد متحدي الاعاقة قال: أبلغ من العمر 32 عاماً امكانياتي وقدراتي بسيطة للغاية وكنت أعاني من عدم ثقة في النفس وكنت أميل للعزلة وعدم التفاعل مع الآخرين لذلك التحقت ببرنامج الاعداد للتشغيل وكلفت خلالها بمهام ومهارات لمهن شاقة اثبت فيها كفاءة وزادت ثقتي بنفسي وتمكنت من التعامل مع الغرباء مما اهلني للعمل كمساعد "كاشير" في احد الهايبرات لمدة عام وكان فريق العمل دائم التحفيز لي ومعاملتي مثل أي شاب دون الاعاقة. ويضيف سامح نبيل أعاني من اعاقة ذهنية وقد نجحت من خلال تدريبي بالجمعية في الانخراط مع زملائي والمدربين مما اضاف لشخصيتي الكثير من تحمل المسئولية والمثابرة واستطعت اجتياز فترة التدريب لمهنة "الترولي بوي" في مجال الهايبر ماركت واتقنت مهام العمل في وقت قياسي جداً وجاء عدم الاقتناع من جهة العمل صادماً لي حيث كان لديهم تخوف من ذوي الاعاقة الذهنية لأن هذه الوظيفة تحتاج لياقة وتحمل كبير لكثرة وتنوع العملاء لذلك اصروا أن يكون العقد مؤقتاً ولكن بعد انتهاء فترة التدريب تم الاشادة بعملي وتم توثيق عقد عمل لي مماثل لأي موظف وبعد فترة استطعت أن احتل مكانه وتقدير كبير. ويروي وليد جمال الدين قصته قائلاً: أعاني من "متلازمة داون" او كما يطلقون علينا "منغولي" ابلغ من العمر 20 عاماً والتحقت بالجمعية لارضاء والدتي والتي تعاملني وكأنني ليس من ذوي الاعاقة فلم تبخل علي بأي وقت أو تدريب وقد التحقت رغبة في تطوير قدراتي في النواحي المهنية لاستكمال مشواري في التعليم والتشغيل وبالفعل حصلت علي دورة مكثفه بمجال المطاعم كمساعد شيف وقد اجتزت ما يقرب من 90% من البرنامج ثم تقدمت ضمن فريق من المتدربين لسلسة مطاعم وقد اثني جميع العاملين علي ادائي واني مثال للانضباط وحب العمل. ويستكمل الحديث أمير كمال شاب في أواخر العشرينات حاصل علي بكالوريوس تجارة مشيراً إلي أنه يعاني كثيراً لكونه من ذوي الاعاقة الحركية خاصة بعد فشل محاولاتي المتكررة للبحث عن فرصة عمل وقد توجهت إلي الجمعية وكنت بلا أي أمل وفوجئت ومن أول مقابلة بعرض الوظائف المتاحة المناسبة لاختار منها الأنسب لتدريبي عليها وبعد الانتهآء من التدريب تم الاتصال بمدير الموارد البشرية بأحد الهايبرات وقبولي بعمل تجريبي لمده 3 أيام ثم الرأي النهائي وفعلاً اجتزت فترة الاختبار واستلمت وظيفة "كاشير" وأبلغوني أن هناك فرصة كبيرة للترقية للعمل بقسم الحسابات. دكتورة مادلين صبري المشرف العام علي احدي الجمعيات المشاركة في المبادرة تشير إلي أن ذوي الاعاقة يواجهون عده تحديات عندما يتعلق الأمر بالتعليم والتوظيف الدمجي لذلك قامت الجمعية بإنشاء مركز متخصص لمساندتهم وتعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم من أجل الدمج في المجتمع الوظيفي وقد نجح المركز بالفعل في الحاق اكثر من 500 شاب وشابه من ذوي الاعاقة بمختلف مجالات العمل سواء في الهايبرات والشركات الخاصة كما تم توفير العديد من الفرص في مجال الاعمال المكتبية مثل تصوير المستندات أو العمل كمساعد موارد بشرية أو عامل تليفونات كما تم دمجهم في مهن مختلفة مثل تجميع الأدوات الكهربائية والملابس الجاهزة وانتاج الأغذية واخيراً في مجال تصنيع وتوريد الاطعمة والمشروعات كما قامت الجمعية بمساندة 300 شاب لكي يبدأوا في ممارسة الاعمال الخاصة وذلك بالشراكة مع شبكة من اصحاب الاعمال ومنظمات اخري. اضافت مادلين هذه المبادرة جاءت وفق الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الاعاقة وتوفير الدعم الكامل لهم واتاحة الفرص الملائمة لتشغيلهم بما يتناسب مع اعاقتهم وبناء علي هذا النجاح الذي حققته التجربة تم الاشادة بها في كافة المحافل المحلية والدولية واعتبارها تجربة رائدة ومتميزة ذات أثر واضح لأن بها مؤشرات للاستمرارية والتوسع وتوفير حلول عملية لحصول الشباب ذوي الاعاقة الذهنية علي فرص متساوية في العمل.