وصلتني ردود فعل كثيرة علي المقال المنشور في هذا المكان تحت عنوان "الدراويش يهددون قمة الأهلي والزمالك لذلك فان الأمر يتطلب التوضيح للقراء حتي يتفهم الجميع حقيقة الأمر فنيا بما يضع الاسماعيلي في مكانه الحقيقي وحتي تكون الأمور واضحة لجماهير الفريق التي هي تشكل كتلة كبيرة من مشجعي الكرة المصرية ليس فقط من قاطني مدينة الاسماعيلية الجميلة وانما من عشاق كرة الدراويش المميزة بالمهارة والابهار قريبة الشبه براقصي السامبا البرازيليين حتي وهم يشجعون باقي الأندية. في المقال السابق ذكرت انني أشم رائحة سامبا الدراويش هذا الموسم وهو أمر لا يتعلق فقط بصدارة الفريق للمسابقة حتي الآن وانما أيضا بمستوي أداء ثابت وفريق قادر علي تحقيق الانتصارات ويملك روح المنافسة ويملك أيضا قدرات خاصة في بعض المراكز. الا أن هذا لا يعني أن الاسماعيلي قد عاد بالفعل للألقاب لأن ذلك يتطلب توافر عناصر خاصة بفريق البطولة يمكن ان تكون موجودة ولكن غير مكتملة. وأول عناصر قوة الاسماعيلي هي جماهيره التي تتميز عن باقي جماهير الأندية بحماسها الشديد في تشجيع الفريق والروح القتالية التي تبثها في اللاعبين. الا ان هذه الجماهير نفسها قد تكون عنصرا ضد الفريق اذا ما تحولت بهتافاتها عن المساندة وراحت تطالب بلاعبين بالاسم أو تطالب بتغيير الأجهزة الفنية وهو ما حدث كثيرا وعاني منه الاسماعيلي في السنوات الماضية. العنصر الثاني وهو الجهاز الفني الناجح بقيادة الفرنسي سيباستيان دي سابر وأراه مديرا فنيا استطاع سريعا أن يظهر امكانياته في قيادة الفريق وكيفية استغلال كل نقاط القوة. أهم ما فعله دي سابر هو العدالة.. فاللاعب الذي يؤدي يستمر في التشكيل ومن يتراجع يخرج من القائمة وتلك ظاهرة ايجايبة جدا ان يشعر كل لاعب بالعدالة في أخذ فرصته. ووجود هذا المدير الفني يعتبر نقطة قوة كبيرة للغاية لأنه يضمن بقاء الرجل علي رأس الجهاز حتي تكتمل التجربة لأن الاسماعيلي كان يعاني كثيرا من تغيير الأجهزة الفنية والتي خرج بسببها صفر اليدين طوال السنوات الماضية. الأمر يتطلب اطلاق يد دي سابر وعدم التدخل مطلقا معه في الأمور الفنية علي أن يكون الحساب في نهاية الموسم. النقطة الثالثة تعود أن ما يضم الفريق من لاعبين لأنه من الناحية الفنية يضم لاعبين متميزين في كل الخطوط بداية بالحارس الرائع محمد عواد والمدافع المتميز محمود المتولي ولاعب الارتكاز المخضرم حسني عبدربه والمهاجم الكولومبي القناص دييوجو كالديرون وهم يشكلون العمود الفقري للفريق ولكن المشكلة ان أغلب عناصر الفريق "باستثناء عبدربه" يفتقدون لروح البطولة لأنهم لم يقفوا علي منصات التتويج ولكن هذا الأمر قد يكون ايجابيا اذا ارتفع طموح اللاعبين. ولكن المشكلة الفنية هي عدم وجود بدلاء في بعض المراكز وهي الأمور التي يحتاجها فريق البطولة حتي تستمر مسيرته الناجحة. وأخص بالذكر هنا بدلاء للمتولي في الدفاع ولبهاء مجدي في مركز الظهير الأيسر ثم الأهم هو البديل لنجم الفريق وجوهرته وعقله الهجومي ابراهيم حسن بالاضافة الي قناص يقترب من مستوي كالديرون في حالة ايقافه أو اصابته. الدراويش قادرون حاليا ولكن حتي تتحقق البطولة يجب أن تتوافر كل العناصر السابقة ووقتها قد يعود الدراويش لمنصات التتويج.