صغيراً كنت أقسم أن "غزل البنات" من عجائب الدنيا.. خيوط زهرية أو بيضاء تتراقص مع أشعة الشمس وتتنسم مع الهواء عبير الفرحة.. طعم كالشهد يتسلل إلي الفم ويهرب سريعاً مثل حلم مارق يرفض انتظار اللحظة ويتركك حائراً هل هذا سحر أم أسطورة صنعها عصفور طائر؟ أنت غزل البنات بكل تفاصيله لكنك لست حلماً مارقاً.. بل عصفور حائر.. هل يخرج من قفص العبودية أم يحطم القيود ويكسر الأغلال ويحلق في سماء بلا بداية ولا نهاية.. سماء سرمدية لا تعرف قوا نين ولا تعترف بقواعد وضعها شخوص لم يدركوا يوماً حلاوة غزل البنات. لا ألومك.. ولا أعفي نفسي من الذنب ولكنه القدر الذي حرمني من أن أظل صغيراً أنظر إليك.. وإلي غزل البنات وأعتبره من عجائب الدنيا. *** كش ملك أعرف إنك تجمعين معجبيك مثل حبات اللؤلؤ لتصنعي عقداً يزين جبينك.. أعلم أنك تحتفظين في دولاب ذكرياتك بصور الراكعين من عاشقيك.. أدرك أنك تكتبين علي الحائط الأحرف الأولي من أسماء ضحاياك.. لكن اسمي مصنوع من الجرانيت لن يذوب أمام دموع التماسيح عندما تأتين تطلبين الغفران لأنك ظننت يوماً أنني فرد من قبيلة عبيدك. أعترف أنني كنت أشعر بسعادة طفل بللت قدماه الأمواج عندما أقابلك.. لا أنكر أنني كنت أخسر ثواب الوقار عندما ألقاك.. أقرانني كنت أفقد اتزاني وأسير معصوب العينين عندما يسقط الحنين من أطراف أصابعك.. لكنني أملك عقلاً يحكم قلباً ولم ولن أسمح بأن تتغير خريطة حياتي علي يديك الرقيقة الناعمة التي خنقت مشاعر كثيرين ظنوا يوماً أنهم ملوك علي عرشك واكتشفوا في النهاية أنهم مثل ملك الشطرنج.. مجرد قطعة خشبية ترتعش خوفاً عندما تسمع عبارة "كش ملك".