"الصينوالهندوالبرازيلوأندونيسياوالفلبين" نماذج لخمس دول عرفت كيف تستثمر الزيادة السكنية لشعوبها وتحولها من عقبة إلي قفزة لنمو اقتصادي كبير يضعها في مقدمة الدول الأكثر نمواً. وهي تجارب رائدة ترصدها السطور القادمة. الهند تحتل الهند المرتبة الثانية عالمياً. في عدد السكان. بحسب تقرير التوقعات السكانية العالمية. للأمم المتحدة عام 2015. إذ يبلغ عدد سكانها نحو مليار و200 ألف نسمة ومرشحة لاحتلال المركز الأول في السنوات المقبلة. أشارت دراسة للأمم المتحدة عن توجهات السكان إلي أن الهند ستصبح أكبر دول العالم سكاناً وتتفوق علي الصين بحلول عام 2022 ويبلغ تعداد سكان الهند ما يساوي عدد سكان الولاياتالمتحدةوأندونيسياوالبرازيل واليابان وبنجلاديش وباكستان مجتمعة. رغم كل هذا الزحام السكاني استفادت الهند من الثروة البشرية في عملية التنمية وغزت العالم بأكبر عدد من المتخصصين في مجالات كثيرة خاصة مجال تقنية المعلومات وعدد الهنود العاملين في الخارج يزيد علي 30 مليوناً منهم مالكو أكبر شركات التكنولوجيا ورجال المال والأعمال في أكبر الدول العربية والأوروبية. البرازيل أما البرازيل فحدث ولا حرج فعدد سكانها الذي كان يصل نحو 205 ملايين نسمة لم يكن عائقاً أمام النمو الاقتصادي الذي أصبح معه الاقتصاد البرازيلي سابع أكبر اقتصاد في العالم برغم أن البرازيل كانت تحتل المرتبة الخامسة علي مستوي العالم من ناحية عدد السكان وكانت من الدول الفقيرة إلا أنها اليوم عضو في مجموعة "بريكس" وكانت واحدة من أسرع الاقتصادي الكبري نمواً في العالم حتي عام .2010 استعاد الاقتصاد البرازيلي نموه وأداءه التموازن خلال فترة لا تتجاوز عشرين عاماً لأنه عرف كيفية الاستثمار في البشر فتخطي معدلات التضخم المرتفعة التي وصلت في التسعينيات إلي نحو 23% سنوياً ليحقق معدل نمو لا يقل عن 5% سنوياً حتي بعد الازمة المالية العالمية عام .2007 تمكنت البرازيل من زيادة احتياطاتها النقدية إلي نحو 200 مليار دولار كما تجاوز حجم الناتج المحلي الإجمالي نهاية 2008 أكثر من 1.6 تريليون دولار ما مكن الاقتصاد البرازيلي من احتلال المرتبة العاشرة علي المستوي العالمي من حيث مؤشرات النمو. استفادت البرازيلي من الزيادة السكانية وخلال مبادرات التصدي للقفز. تمكنت من تحسين الأوضاع الاجتماعية لمواطنيها وتوفير حد أدني من الدخل الثابت لنحو 45 مليون مواطن برازيلي. أندونيسيا لم يعق كذلك ارتفاع عدد السكان في أندونيسيا عملية التنمية الاقتصادية بل استفادت الحكومات المتعاقبة من عدد السكان الكبير في خلق سوق محلية ضخمة لزيادة دوران حرمة رأس المال وحماية المنتجات الأندونيسية من تبعات الازمة الاقتصادية بالإضافة إلي الاستفادة من الكثافة السكانية كقوة بشرية فاعلةل في الاقتصاد. يذكر أن عدد سكان أندونيسيا 257 مليون نسمة. واحتلت برغم ذلك المكانة الأولي كأكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا والرابع آسيويا بعد الصين واليابان وكوريا الجنوبية ويحتل اقتصادها المركز السادس عشر علي مستوي العالم. الفلبين عدد سكان الفلبين 102 مليون نسمة استطاعت لهم ان تتحول إلي دول مصدرة للعمالة الماهرة المدربة ونجحت في اختيار نوعية التعليم والتخصصات المطلوبة في الداخل والخارج وتمكنت من تدريب الخريجين وصقل مهاراتهم وتأهليهم للعمل في الخارج محققين بذلك معدل تنمية اقتصادياً مرتفعاً لبلادهم. الصين تبقي الصين الرائدة في هذا المجال وكيفية استثمار البشر فرغم وصول عدد السكان بها نحو 105 مليار نسمة إلا أنها حققت معجزة اقتصادية في مدة وجيزة وتمكنت من منافسة الدول الكبرري مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية فمعدال نموها الاقتصادي بلغ 10% آخر عشرة أعوام في حين عانت دول كبري من تحقيق 2% فقط. استطاعت الصين خلال 30 عاماً فقط ان تنتقل من واحدة من أفقر دول العالم إلي ثاني اقتصاد في العالم. وتمكنت من انتشال أكثر من مليار نسمةة من تحت خط الفقر إلي مواطنين منتجين يعيشون في مستوي اقتصادي آمن.