يحمل البابا تواضروس هموم مصر معه في زياراته الخارجية وحيث يتحدث عنها بحماس وغيرة وفخر. والبابا تواضروس في زيارته الحالية لليابان قال إن أحداً لن يستطيع إسقاط مصر. وأن هناك من أراد إسقاطها بعمليات إرهابية ضد الشرطة والقوات المسلحة.. ومضي البابا يقول: ولكنهم لن ينجحوا لأن المصريين يعرفون ما يتم التخطيط له لضرب الوحدة الوطنية. والبابا الذي قال إن الإرهابيين كانوا يريدون إسقاط مصر خلال الربيع العربي لخص وأوجز ما يحدث في مصر.. وما تواجهه من تحديات. فنحن لا نخوض معركة عادية.. نحن في مواجهة مع إرهاب مدعوم وموجه لمحاولة تقسيم الدولة المصرية واضعاف دورها وتأثيرها. وبقدر ما كانت ثورات الربيع إيذاناً بعصر جديد من التطلعات والأحلام الوطنية بقدر ما كانت أيضاً طريقاً إلي الفوضي والإنقسام والحروب الأهلية..! والبابا الذي لا يريد الإفصاح كثيراً عن حجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد مصر كان حاسماً في التأكيد علي أن شعب مصر هو من أفسد هذه المؤامرة. وشعب مصر أفسد المؤامرة حين التف حول جيشه مؤيداً وداعماً لجهود إعادة الأمن والاستقرار أولاً. وشعب مصر أفسد المؤامرة حين وضع ثقته في رئيسه وسانده في القرارات الصعبة لإصلاح الاقتصاد ومواجهة الإرهاب. وشعب مصر يراهن علي المستقبل.. وإذا كنا قد عبرنا كل هذه الحواجز الصعبة وكل أيام الصبر ونجحنا في الخروج سالمين فإننا نكون بذلك علي مقربة من نهاية طريق المعاناة لنبدأ خطوات النجاح وجني الثمار. *** وإذا كان البابا تواضروس يتحدث عن المؤامرات التي خططوها لمصر. فإن مركز تنظيم المؤامرات ووضع خطط الإيقاع بمصر يكمن في الدوحة. حيث كانت قناة "الجزيرة" هي المحرك الأول في أحداث ثورات الربيع والقائد المباشر لتحريك وتوجيه "الثوار". والذين تابعوا "الجزيرة" أثناء أحداث ثورات الربيع يتذكرون كيف كانت "الجزيرة" تملك كل أرقام هواتف النشطاء وتقوم بالاتصال بهم علي الهواء في حوار مدروس وموجه من القاهرة إلي أسوان يهدف إلي نشر نفس العبارات والشعارات لتحريك الجماهير وتوجيهها ودفعها إلي التحرك لإسقاط نظام الحكم. والذين أرادوا بمصر شراً سوف يدفعون الثمن. وسيواجهون ربيعاً من الغضب يعصف بهم ويعيدهم إلي أحجامهم الطبيعية ومكانتهم الهامشية. وحاكم قطر تميم بن حمد الذي باع بلاده للشياطين في تل أبيب وفي طهران علي مقربة من الرحيل عن الحكم حيث يتم حالياً تجهيز القيادة البديلة من داخل الأسرة الحاكمة.. وحيث باركت واشنطن علي ما يبدو هذا التغيير الذي يعني رحيل تميم طواعية قبل أن يجبر علي ذلك. إن تميم الذي يهدد بالإنسحاب من مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حال استمرار المقاطعة لبلاده لن يكون في مقدوره اتخاذ هذا القرار الذي يعني مزيداً من العواقب الاقتصادية والاجتماعية المدمرة لبلاده والذي يعني الإقدام علي تنفيذه الإقرار بالنهاية..! *** ولتذهب حواراتنا وقضايانا وهمومنا.. وحادث كوبري بوابة بني سويف واصطدام أتوبيس بسيارة نقل وانقلابهما أسفل الكوبري ووفاة 14 شخصاً و42 مصاباً. والحادث يأتي في سلسلة الأخبار العادية والحوادث التقليدية التي يتكرر حدوثها والتي يمكن أن تحدث في كل لحظة وفي كل مكان..! فنحن لا نعرف شيئاً عن تعاليم القيادة ولا نحافظ علي سلامتنا ولا سلامة الآخرين.. نحن نحارب في الشوارع من أجل إيذاء غيرنا.. ونعتقد أن القيادة قد أصبحت فهلوة وبلطجة..! عندما كنت أقود سيارتي علي سبيل المثال علي يمين الطريق لأسير بهدوء وبسرعة معتدلة فإن سائق الميكروباص ظل يرسل أنواره المبهرة طالباً إفساح الطريق له.. وعندما اقترب بمحاذاتي فإنه قد نظر إلي شذراً مطلقاً لعناته.. وكأنه يجب أن ندخل جميعاً في سباق للسرعة.. وكأنه ليس مطلوباً اتباع قواعد الطريق..! إن كل الجهود والمحاولات لضبط الإيقاع المروري ستكون بالغة الصعوبة خاصة مع ظهور فئة جديدة من سائقي الميكروباص والسيارات النصف نقل.. والسوزوكي يقودون سياراتهم بطريقة يستحقون عليها "الإعدام..! ولن ينصلح الحال إلا بقرارات جريئة وبسلطة مطلقة لرجال المرور وبغرامات وعقوبات فورية تصل إلي الحبس..! *** وما هذا الذي يقوله محمد أحمد إسماعيل المتحدث باسم مؤسسة "واعي" للتوعية من أخطار الإباحية. إنه يقول إن مصر ثاني دولة في العالم في إدمان الإباحية والبحث عن الأفلام الإباحية. وثاني دولة في العالم من حيث التحرش. وأول دولة في العالم في نسبة الطلاق..! وأكيد أحمد إسماعيل لم يكن "واعياً" تماماً لما يقول.. فالمقاييس والمعايير والإحصائيات التي تبني عليها هذه الإستنتاجات معقدة وغير واضحة وإطلاق الأحكام لا يكون بكل هذه السهولة!! *** وأخيراً.. فإن الدنيا كما يقولون عبارة عن ناس عزيزة. وناس خبيثة.. وناس لذيذة.. وناس ميسووش بريزة..!