نؤكد بداية علي أمرين: الأول: أن من يرفضون نظرية المؤامرة جانبهم الصواب. الأمر الثاني: أن مصر لن تسقط أبداً وأهلها في رباط إلي يوم الدين ونذكر صفحة من التاريخ.. "فرق تسد" سياسة خبيثة اتبعها ولا يزال كل من له هدف لم يتمكن من تحقيقه بطرق مشروعة فرداً كان أو جماعة أو دولة.. وفي أغلب الحالات يكون الهدف نفسه غير مشروع. "فرق تسد" منظومة شائكة لها جذورها في بطون التاريخ ومجرياته بامتداد الزمان وباتساع المسكونة منذ بدء الخليقة وحتي اليوم. لا مكان للمبادئ لدي أصحاب الأهواء الدنيئة ولا وجود للقيم لدي أرباب الأغراض الخبيثة ولا اعتبار لمفردات مثل الحق والخير والعدل والحرية والاستقلال في قاموس من اغتصب الحق أو خنق الحرية أو احتل الوطن.. في عام 1882 جثم الاحتلال البريطاني علي صدر مصر. أرضها وزرعها وحجرها وشعبها من مسلمين ومسيحيين كانت وطأة الاحتلال شديدة علي الجميع. لكن الشعب المصري بعنصريه لم يرضخ للإنجليز ولم ينحن لأذنابهم داخل مصر وخارجها. كانت قوته في وحدته وصلابته في تماسكه وجرت مياه كثيرة تحت الجسور ما بين عامي 1911و 1919 وانفجرت ثورة شعبية شاملة وعاتية في وجه الاحتلال قادها الزعيم العظيم سعد زغلول وانتصرت روح الوحدة علي ما عداها وتبلور الهتاف المدوي يحيا الهلال مع الصليب.. والحديث يتواصل.