منذ أكثر من عشرين عاماً كتبت تحقيقاً صحفياً بعنوان ماذا يقرأ المصريون وتناولت آراء أصحاب دور النشر الكبري وكانت المفاجأة أن أكثر الكتب مبيعاً في مصر هي الكتب الدينية وكتب السحر والشعوذة وأن أعظم وأكبر كاتب في مصر كان في حينها نجيب محفوظ فإن توزيع رواياته لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة آلاف نسخة علي الأكثر. في نفس التوقيت كانت صحف العالم في أمريكا وأوروبا تتحدث عن نوعية مختلفة تماماً من الكتب الأكثر مبيعاً وهي كتب التنمية البشرية والتي تتناول الصفات والسلوكيات التي تدفع الإنسان للنجاح في العمل وكيف يمكن اكتساب صفات جديدة تساعدك علي التفوق. تذكرت ذلك أثناء زيارتي لمعرض الكتاب الأخير عندما شاهدت مجموعة من الشباب يبحثون عن كتاب العادات السبع للكاتب الأمريكي ستيفن كوفي الذي وزع أكثر من 15 مليون نسخة وتم ترجمته إلي 38 لغة المهم أن هذا الكتاب لايزال يحتل المراكز المتقدمة في التوزيع حتي يومنا هذا والأهم من ذلك أن كثيراً من أبنائنا الشباب يبحث عن الكتاب الذي يفيده ويتعلم منه أساليب النجاح. كتاب ستيفن كوفي يتناول 7 مبادئ إذا نجحت في تطبيقها من المؤكد ستكون من أكثر الناس تأثيراً وجاذبية وتتفتح أمامك جميع أبواب النجاح أول عادة أن تكون مبادراً تمتلك زمام حياتك وأن تشعر بمسئوليتك عن قرارتك واختياراتك. العادة الثانية أن تكتشف حقيقة نفسك وأن تحدد لنفسك أهدافك القريبة والبعيدة حتي لا تشتت جهدك وأن تحدد الأنشطة المطلوبة منك بكل دقة لتصل إلي هدفك. العادة الثالثة أن تقوم بالأشياء المهمة أولاً ولا تضيع وقتك بأنشطة هامشية. العادة الرابعة أن تفكر بطريقة تجعل الجميع رابحين وينصح بضرورة التفاعل مع الآخرين لأنك لن تستطيع النجاح وحدك بل يجب مشاركة الآخرين في نجاحك. العادة الخامسة للنجاح هي أن تفهم الآخرين أولاً حتي يفهموك وكما يقول الكاتب إن الطبيب يستمع أولاً للمريض حتي يستطيع التشخيص فاعرف طبيعة من تتعامل معهم أولاً حتي تنجح في التأثير عليهم وهنا تجيء العادة السادسة وهي أن تتعاون مع الآخرين وعليك أن تكتشف مميزات ومهارات الأشخاص من حولك وأن تعمل علي دمج جميع المهارات لكي تصل للنجاح ولا تعتمد علي مهاراتك وحدك لأنها محدودة مهما بلغت مقارنة بمهارات المجموعة لأنها ستكون أكبر وأفضل. آخر عادة يذكرها الكاتب السابعة وهي تجديد الذات لضمان الاستمرارية وعليك أن تعيد النظر لنفسك وتتأكد من التزامك بالسبع مبادئ إلي جانب اهتمامك بصحتك وبتنمية علاقاتك مع الآخرين. ما شهدته في معرض الكتاب من إقبال الشباب علي هذه النوعية من الكتب أكد أهمية انفتاح شبابنا علي العالم من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي عندما يحسن استخدامها.