المفترض أن الفنان السينمائي لا يتدخل في السياسة ويبتعد عن التعليق علي الأحداث. ولكن يبدو أن انتخاب ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدة جاء فوق طاقة احتمال العديد من نجوم السينما في هوليوود. وقد سمعنا ميريل ستريب في حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب تنتقد أفكار ترامب العنصرية وتلقنه درساً في احترام التنوع وثقافة الآخر. وأول أمس تكلم النجم الامريكي روبرت ريدفورد في افتتاح مهرجان صندانس للسينما المستقلة عن انه لا يحب التعليق علي الأمور السياسية. ولكن خطة ترامب لتخفيض المساعدات الاجتماعية للفقراء لابد ان يواجهها الامريكيون حتي لو وصل الأمر إلي تمرد الشعب عليه! ما سبق يمثل دعوة صريحة للانقلاب علي رئيس منتخب تماماً مثلما خرجت مظاهرات بالآلاف ضد انتخاب ترامب وكأنه لم يصل إلي الحكم عن الطريق الديمقراطي. ومن المفارقات الطريفة انه في نفس الأسبوع الذي تدخل خلاله الفنانون في مشكلة سياسية. قامت وزيرة حقوق المرأة الفرنسية بهجوم مضاد علي الاكاديمية الفرنسية لفنون السينما التي تمنح جوائز السيزار السنوية بسبب اختيارها المخرج رومان بولانسكي لرئاسة جلسة التصويت لاختيار الافلام الفائزة. وذلك بسبب اتهامه قبل سنوات في الولاياتالمتحدة باغتصاب فتاة قاصر وهو الآن يبلغ من العمر 83 عاماً وتطارده جريمته في كل مكان يذهب إليه طوال 40 عاماً. لكن رئيس الاكاديمية ألان تريزيان رفض تدخل الوزيرة في شئون السينما وقال ان بولانسكي فنان كبير وصانع أفلام وكاتب وممثل ومخرج ونشكره أنه قبل التعاون معنا لاعلان جوائز السيزار. وهنا يكون التناقض الذي نقع فيه للأسف لاننا صفقنا لميريل ستريب عندما سخرت من ترامب. وفي نفس الوقت نرفض ان تتدخل وزيرة حقوق المرأة الفرنسية في شئون السينما ومطالبتها باستبعاد بولانسكي بسبب قضية الاغتصاب التي لم تسقط حتي الآن. ومن المنتظر ان تحدث مقاطعة كبيرة لحفل توزيع جوائز السيزار يوم 24 فبراير القادم. وهكذا فإذا كان السياسي لا يقبل تدخل السينمائي في السياسة فإن السينمائي أيضاً يرفض تدخل السياسي في شئون السينما.