من بين كل أيام العام. اختار السفير الاسرائيلي مشاهدة عرض ¢ليلة من ألف ليلة¢ يوم السادس من أكتوبر. وكالعادة اندلعت الحرائق بحق وزارة الثقافة والبيت الفني للمسرح وكادت تصل للحية الفنان الكبير يحيي الفخراني بزعم أن تقديم العرض المسرحي بحضور السفير يعد تطبيعا مرفوضا وفقا لقرارات النقابات الفنية والروابط الثقافية العربية. الاتهامات وصلت حد صدور تصريح منسوب لعضو البرلمان المصري المثقف والروائي يوسف القعيد يطالب فيه بمقاطعة ¢المسرح القومي¢ ومسرحية ¢ألف ليلة وليلة¢ ويلقي باللوم علي الفنان الكبير. ناصحا له بادعاء المرض والانسحاب من العرض بدلا من المساهمة في ¢إسعاد¢ السفير الصهيوني. الحقيقة أن مواقفنا من التطبيع باتت تحتاج للمراجعة. فلا السفير الاسرائيلي شعر بالسعادة. ولا عرض مسرحية لإسعاد شعب مصر في يوم النصر يعد تطبيعا لمجرد أن رمز الكيان الصهيوني قرر أن يلقي بظله الثقيل علي الفرحة المصرية. فالثابت أن الجمهور المصري الذي حضر العرض لقن السفير ومرافقيه درسا بخفة الدم المصرية بعدما احتفل الجميع بعيد النصر. والثابت أيضا ان فريق عمل المسرحية بداية من يحيي الفخراني وحتي أصغر عضو بالفرقة طلب الغاء العرض. ولكن القرار ¢السياسي¢ من وزير الثقافة كان بالرفض وصمم علي استكمال العرض احتراما للجمهور المصري. مع ابداء التجاهل التام للسفير وعصابته. ويستحق الوزير حلمي النمنم تحية خاصة علي موقفه. وشجاعة قراره. فليس مقبولا أن ننسحب من أغلب المحافل الفنية والثقافية العالمية لمجرد أن صهيونيا مر من هنا. وهو اجراء دفعنا ثمنه كثيرا وترك الساحة الثقافية العالمية خالية أمام رموز الصهيونية. والأعجب أن يطالبنا البعض بالانسحاب من فعالياتنا الثقافية المقامة علي أرضنا وبيوم مجدنا. لمجرد أن السفير قرر ممارسة اللعبة الشهيرة. ما فعله الجمهور مع السفير ¢دون إساءة واحدة¢ لقنه درسا لن ينساه. والأزمة المثارة داخل الوسط الثقافي يجب أن تدفعنا لاتخاذ ¢خطوة إيجابية¢ واحدة بعيدا عن عادة السب والقذف والتخوين. وأقترح علي الوزيز حلمي النمنم دعوة النقابات الفنية والثقافية المصرية أولا والعربية فيما بعد. لمراجعة موقفنا من المشاركة بالمحافل الفنية العالمية حال مشاركة فنان من الكيان الصهيوني. ودعم فرص تواجد الثقافة العربية لسد فراغ لا يصب الا بمصلحة اسرائيل. وهو ما أكده الفنان العالمي غسان مسعود الذي ألمح لعواقب هذا الانسحاب مؤكدا أنه فرط في العديد من الأدوار بالسينما الأمريكية كان من الممكن أن تساهم بتصحيح صورة الاسلام والعرب. خوفا من الملاحقة بتهمة التطبيع. وقالها بحسرة: أخشي أن أشعر بالندم!! انا لا أطالبكم بالندم. ولكن بتجاوز الشعارات السخيفة التي أثبتت فشلها الرهيب. علي مدار نصف قرن