يتوجه سامح شكري وزير الخارجية إلي نيويورك اليوم الأثنين. حيث سيترأس بعد غد الأربعاء جلسة وزارية لمجلس الأمن مفتوحة لجميع أعضاء الأممالمتحدة حول مكافحة الفكر المتطرف كأساس لتعزيز جهود مكافحة الأرهاب. وهو ما يتزامن ايضا مع رئاسة مصر الحالية للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن. وتترأس مصر اجتماعات مجلس الأمن والتي بدأت منذ الأول من مايو الجاري ولمدة شهر. ومن المتوقع أن تشهد فترة الرئاسة المصرية لمجلس الأمن خلال شهر مايو مناقشة العديد من الأزمات التي تهم مصر. وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمتين الليبية والسورية والوضع في اليمن والنزاعات في عدد من الدول الأفريقية استطلعت "الجمهورية" اراء خبراء الدبلوماسية والسياسة المصرية الذين اكدوا أن مصر سوف تسعي خلال رئاستها لمجلس الأمن الشهر الجاري إلي الدفع بمصالح وقضايا الدول الافريقية والنامية للأمام. وتركيز الضوء علي العديد من التحديات التي تواجه منظومة السلم والأمن الدولية في المرحلة الحالية. قال السفير نبيل بدر رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة أن مصر خلال رئاستها لمجلس الأمن خلال الشهر الجاري يمكنها أن تطرح الملفات التي تقترحها علي المجلس وما يتعلق باهتمامات خاصة تتعلق بمنطقتنا ويشارك فيها العالم ويدخل فيها الملف السوري والقضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا واليمن فضلاً عن ملف الإرهاب وضرورة توحيد الرؤي بالنسبة لتعريف الإرهاب نفسه. وايضا قضية منع الانتشار النووي حيث أن مؤتمر المراجعة الأخير لم يتوصل إلي نتيجة والسبب أن هناك دولاً يبدو أنها تريد أن تخرج عن نطاق القانون الدولي وهي الدول التي لم توقع علي معاهدة حظر الانتشار ويهمنا في هذا المقام إسرائيل. واضاف أنه في ضوء القضايا التي سوف تعرض بحكم رئاسة مصر قضية التطورات المناخية موضحاً أن مصر مشروعها نال القبول الافريقي وكانت ممثل افريقيا في المؤتمر الأخير الذي عقد في باريس لافتاً إلي أنه يدخل في هذا ايضا الاهتمام المصري بتسوية النزاعات الافريقية بطريقة هادئة تحافظ علي حقوق الجميع ويدخل فيها ايضا قضايا التنمية والحفاظ علي الحقوق المائية للدول الاعضاء مع الترحيب بمشروعات تنموية تراعي هذه الاعتبارات لجميع دول القارة. وأكد أن رئاسة مصر هي فرصة لتوصيل وجهة النظر المصرية علي المستوي الدولي بوضوح وهي رؤية تتعلق بالاستراتيجية المصرية. من جانبه قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك استراتيجية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب مشيراً إلي أن هناك قرارات من الأممالمتحدة واستراتيجية للأمم المتحدة للتعامل مع ذلك الموضوع مشيراً إلي أن هناك قراراً صدر عن مجلس الأمن حول هذا الموضوع ولكن الولاياتالمتحدة كانت عقدت قمة في البيت الأبيض في بداية شهر فبراير من العام الماضي حول كيفية السبل الكفيلة لمواجهة الإرهاب. واضاف أن الجلسة الوزارية المفتوحة لمجلس الأمن لجميع أعضاء الأممالمتحدة حول مكافحة الفكر المتطرف سوف تستعرض ما تم تحقيقه علي هذا الصعيد وما ينبغي وكذلك الدول التي صارت علي خطوات وقطعت شوطاً واسعاً لتحقيق أهداف الأممالمتحدة لافتاً إلي أن مصر سوف تتولي الرئاسة وتدير المناقشة وسوف تقوم بتنسيق مواقف الدول كلها وايجاد اللغة المشتركة والتي يمكن لكل اعضاء المجلس قبولها. من جهته أوضح الدكتور حسن سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مجلس الأن يعتبر الذراع السياسي للأمم المتحدة مما يجعل له دوراً كبيراً في حل القضايا الدولية والتأثير فيها ورئاسة مصر للمجلس في الفترة الحالية حتي نهاية مايو خطوة جيدة وتفتح الباب أمام مصر لتحريك العديد من القضايا الأقليمية والدولية مشيراً إلي أهمية استغلال مصر الفرصة للتأكيد علي ضرورة عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. وحول الأزمة السورية واحداث حلب الأخيرة اكد سلامة أن مصر تستطيع أن تضغط من خلال مجلس الأمن لوضع حل للأزمة وتغيير توجهات بعض الدول التي لا يهمها إلا مصالحها. ويتفق معه الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية موضحاً أن رؤية مصر لحل الأزمة السورية تستند علي قاعدة حل سياسي سلمي للقضية طبقاً لاتفاق جنيف 2. وتابع أن رئاسة مصر لمجلس الأمن يفتح الطريق أمامها لتحريك القضايا الافريقية والقضية الفلسطينية والتي اصابه الوهن وتجمدت بسبب حالة الانقسام والصراع التي يعيشها عدد من الدول العربية موضحاً أن مكافحة الارهاب ستكون في مقدمة القضايا التي ستسعي مصر لاثارتها في مجلس الأمن وخاصة أن مصر هي رئيس اللجنة الدولية لمكافحة الإرهاب مما يؤكد علي رؤيتها الصائبة ويعطيها قوة دفع لتحريك العالم لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.