تمر مصر بفترة دقيقة من تاريخها. تحارب علي جبهات عدة. تحارب الإرهاب الداخلي. وما يحاك ضدها من مؤامرات تستهدف إفشالها لإضعافها ثم تفتيتها كدول أخري سبقتها. وأيضاً علي صعيد مهم وهو تحقيق نهضة داخلية شاملة تستهدف جميع القطاعات وتنعش حال المصريين. وقد قالوا قديماً إن إيد لوحدها ما تصفق. وهو قول حقيقي ينطبق بالضبط علي حال المصريين الآن. فالحكومة وعلي رأسها السيسي في واد والجماهير في واد آخر. يجوب السيسي كل يوم بقعة أو دولة من العالم لترسيخ مكانة مصر دولياً وللحصول علي منافع اقتصادية تفيد الوطن. وأيضاً يعلن كل فترة عن مشروع قومي عملاق في مجال مختلف عن الآخر يبشر بمستقبل أكثر رخاء للشعب. ونعلن عن مراسم الابتداء للمشروع. ثم بعد ذلك لا حس ولا خبر. تعود الجماهير لما كانت عليه تئن من ارتفاع الأسعار وغلو المعيشة وأزماتها الحياتية المختلفة من مسكن وتعليم وصحة.. وأيضاً لروتينها المعتاد من فقد الأم في أن يكون حالها أسعد فتعمل بذات وتيرة عملها السابق وتتقاعس عن الأداء الجدي الذي يجب أن يتسم به أداؤها في هذه الفترة الحرجة من تاريخها. لذا ينبغي أن يكون لدينا إعلام وطني حقيقي وقادر علي إنتاج مواد إعلامية قومية تحقق الحشد والتأييد الشعبي وراء أفكار الدولة وسياساتها القومية. وأيضاً التدخل للتأثير في السلوك الجمعي أو الفردي السالب أو الضار أو المعوق لخطط التنمية. وإحداث التآلف والتناغم القومي الموحد لكل قوي الأمة اللازمين للسياسات القومية ولإحداث النهضة المشتهدفة. فضلاً عن تحقيق الحشد الضروري وراء خطط وبرامج الحكومة الساعية لتنفيذ برامجها التي اختارها الشعب عليها. فالإعلام وظيفة وأيضاً مسئولية عظيمة وله دور خطير يجب ألا تتخلي عنه الدولة بأجهزتها المختصة. دور لصيق لأولي مهام ومسئوليات وأعباء الدولة. فيناط به شرح سياسات الدولة وبيان أهدافها ومواقفها من الأزمات التي قد تمر بها وأيضاً الرد علي مايثار بشأنها من تساؤلات. كما أن له دوراً جباراً كأحد أسلحة وقوي الدولة للعمل علي الاستفادة من كل معطيات ومكانات الدولة الأخري وتحقيق التناغم بينها وإشباع رغبات الجمهور في المعرفة ورضائه وتفاعله مع سياسات حكومته. وأيضاً وسيلة مهمة لعلاج والقضاء علي سلبيات المجتمع وعلاج أمراضه البيئية والاجتماعية. التي قد تشكل قيداً يحول دون الانطلاق للأمام. فالتليفزيون الرسمي موجود بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. لا نقصد بالإعلام المرئي فقط. بل المسموع والمقروء وأيضاً الفني من أناشيد وطنية وأفلام وثائقية؟ إعلام ينقل الحقيقة بلا زيف أو تهويل أو تطبيل. ينقل للشعب خطط الحكومة وماذا تفعل وخطوات التنفيذ والمستهدف النهائي من كل مشروع. بحيث تجعله يعيش الحدث وتنقل رأيه فيه بموضوعية. علي أن يكون إعلاماً متكاملاً مشبعاً لرغبات واهتمامات الجمهور بإمداده ببرامج ومواد ترفيه التي تقطع وقت فراغه وتبعد عنه الملل وتغسل عنه عناء يوم عمل شاق وطويل. وبرامج متنوعة وكاملة ترضي كل الأذواق وتكمل كل التطلعات. فالمشاهد الآن. للأسف الشديد. أن الدولة قد تركت تلك المسئولية الخطيرة لإعلام خاص مملوك للبعض من رجال الأعمال. والذي قد يكون البعض منهم لا يستهدف الصالح العام أساساً. أو الباحثين عن مكسب سريع من خلال مواد إعلامية أو برامج الإثارة لتحقيق أقصي استفادة ممكنة من الإعلانات التي تريد سرعة الانتشار. قد تكون تلك السياسة الإعلامي مناسبة لدول أكثر استقراراً. إلا أنها بالطبع لا تناسب مصر في هذه الفترة العصيبة من تاريخها. علي الإعلام الرسمي للدولة أن يشرح الحقيقة كاملة للشعب والصعاب والتحديات التي تجابهها بلا تزيين أو تجميل. لذا فقد يكون من المناسب إعادة إحياء الدور القوي الذي كان لهيئة الاستعلامات. وأن يقوم السيسي بعقد لقاء جماهيري شامل كل شهر من خلال وسائل الإعلام يشرح فيه للشعب كل شيء وأي شيء. وماذا تفعل الدولة. فالشعب يحب السيسي ويثق فيه. ومنه وبه تتحقق الثقة المطلوبة والحشد والتعبئة الضرورية.