اتخذت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قرارا تاريخيا منذ عدة أسابيع يسمح بفتح أبواب ألمانيا للاجئين خاصة السوريين بسبب الوضع الحالي في بلادهم.. ميركل أوقفت العمل باتفاقية "دبلن" الخاصة باللاجئين والتي تنص علي ترحيل اللاجئين السوريين إلي الدول التي سبق أن دخلوا إليها لتتحول إلي بطلة ويلقبها السوريون ومعظم اللاجئين ب "حبيبة الملايين". قرار ميركل التاريخي يأتي بعد أيام من موقف لها مع طفلة فلسطينية قررت السلطات في ألمانيا ترحيل أسرتها حيث حاولت هذه الطفلة خلال إحدي زيارات المستشارة الألمانية للاجئين إثناءها عن قرار الترحيل ولكن ميركل اقتربت منها وقالت لها "هذه هي القوانين" وبعد هذا الموقف انتقدت الصحف الألمانية والعالمية موقف المستشارة الألمانية التي أعادت التفكير أمام التدفق الكبير للاجئين الذين هربوا من النزاعات المسلحة في بلادهم وقامت ميركل باتخاذ هذا القرار الإنساني التاريخي.. ليس هذا فقط بل قامت المستشارة الألمانية بتخصيص أكثر من عشرة مليارات يورو لهؤلاء اللاجئين الذين وصلوا إلي الأراضي الألمانية وعددهم سوف يتعدي 800 ألف لاجئ. ميركل خطفت أنظار العالم بهذا الموقف البطولي الذي يصب أيضاً في مصلحة ألمانيا التي تعتبر أقوي دولة أوروبية من حيث الاقتصاد فالمجتمع الألماني يعاني من حالة شيخوخة مزمنة لم تنجح معها إجراءات الحكومة الألمانية كزيادة النسل ورفع معدلات الولادات وبالتالي فإن الاقتصاد الألماني يحتاج إلي دماء جديدة وأيد عاملة ليحافظ علي نموه وحالة الازدهار التي يشهدها. وعلي النقيض من موقف ألمانيا فإن دولة المجر تمنع وصول أي لاجئ إليها وما يدمي القلوب فإن إحدي الفتيات التي كانت تصور مطاردة رجال الشرطة للاجئين الذين كانوا يهرولون هرباً منهم فما كان من هذه الفتاة إلا أن عرقلت أحد اللاجئين الذي كان يحمل ابنه ويحاول الهرب مما أدي إلي سقوطه علي الأرض.. وبعد هذا الموقف وأمام الانتقادات الكثيرة التي أثيرت ضدها تم طردها من القناة التي تعمل لها كما قامت أحزاب المعارضة برفع دعاوي ضدها بسبب عدم احترام حقوق الإنسان وعقوبة هذه التهمة تصل لحوالي خمس سنوات من السجن. السؤال الذي يدق الرءوس بعنف أين الجامعة العربية من هذه القضية التي تؤرق العالم؟ فهي لم تتخذ أي إجراء لصالح هؤلاء اللاجئين خاصة السوريين.. نريد تحركا سريعا لحل الأزمة السورية سياسياً ووقف مسلسل الدم في العالم العربي ويكفي ما يجري في العراق وليبيا واليمن ليس منهما ببعيد.. هذه القضية المتشابكة الأطراف يجب أن تحرك الدبلوماسية العالمية لوضع حل للقضية السورية لأن هذا الركن من العالم في أشد الحاجة للاستقرار.. وعلي الدول الأوروبية أن تبدأ في تغيير بعض سياساتها أمام هؤلاء اللاجئين الذين فروا من بلادهم بسبب النزاعات والصراعات المسلحة التي أسالت الدماء ودمرت المنازل.