مع بشائر تنفيذ الاستحقاق الثالث والاخير من خارطة الطريق السياسية لمصر والاعلان عن الجدول الزمني للانتخابات البرلمانية. اجدني مضطرا للربط بين هذا الاعلان وبين اعلان آخر لايقل اهمية.. وهو اكتشاف اكبر حقل للغاز في البحر المتوسط في المياه الاقليمية لمصر. ولفت نظري التصريح الذي ادلي به كلوديو ديسكاليز الرئيس التنفيذي لشركة ايني الايطالية العملاقة من ان "هذا الاكتشاف من شأنه تغيير قواعد اللعبة في مصر والبحر المتوسط وفقا لمفاهيم استقرار الطاقة" كما وان الحقل يمكنه تلبية احتياجات مصر من الغاز الطبيعي لعقود قادمة. والعلاقة بين هذا الاكتشاف وبين البرلمان القادم تكمن في اعتقادي في انه وبعد تحديد الجدول الزمني للبرلمان. ينتظر المواطن مجلسا نيابيا يضم نواباً يعبرون تحت قبته المهيبة. عن آمله وطموحاته ويمسحون آلام السنوات الصعبة التي مرت ولاتزال تمر بالبلاد. ايذانا ببدء مرحلة استقرار جديدة في ظل قوانين تساعد في ضبط ايقاع الامور. وفي الوقت ذاته ينتظر المواطن من الحكومة. بعد اعلان اكتشاف الحقل الضخم. ان يتم توفير الغاز في كل بيت مصري. ولايهم المواطن ان يقال ان البنية التحتية لنشر الغاز سوف تستغرق وقتاً طويلاً مثلا. او ان الاستثمارات في هذا المجال تحتاج لموازنة عامة قادمة. انه فقط يحتاج إلي خدمة آدمية يستفيد منها هو ومن يعول. والواقع انهما اعلانان يبعثان علي قدر جيد من التفاؤل لدي الخبراء والمتخصصين. كما انهما يضافان إلي انجازات واضحة في ظل عام الرئيس السيسي الاول في الحكم وحكومة المهندس ابراهيم محلب. وعلي رأس هذه الانجازات بطبيعة الحال مشروع قناة السويس الجديدة ومحورها التنموي. في ظل شهية العالم المفتوحة للمشاركة فيه. لكن المواطن يأمل ان تحمل هذه الاعلانات تنفيذا قريبا. وليس مزيدا من الانتظار وما دام "الصبر مفتاح الفرج" وكونه يضع نصب عينيه لافتة "الصبر" فإن المسألة هنا تتعلق بما يمكن ان نسميه ظاهرة "المواطن المنتظر".. ذلك انه يقضي معظم ايام حياته في حالة انتظار.. فهو ينتظر في قوائم العمل والعلاج والتعليم والزواج والسكن.. وبات الكثير من تطلعاته مؤجلا. وبالمناسبة فإن المواطن علي استعداد لتقديم المزيد من الصبر وتحمل مرارته. والانتظار وتكبد مشاقه طالما رأي بوادر طيبة. تصل إلي يده في صورة تيسيرات حياتية. وطالما شعر بأن المسئولين يشاطرونه هذا التحمل. وعلي الحكومة الجديدة عندئذ ان تنتبه إلي انها تتعامل مع مصري صبور للغاية. ويعطي الفرصة تلو الفرصة. ويصدق تصريحات المسئولين حتي وان كانت براقة. من باب "المتهم برئ حتي تثبت ادانته" وبذلك فليحرص المسئولون عند الادلاء بتصريحاتهم بأن "المواطن المنتظر" يحمل "ارشيفا" من التصريحات للمسئولين ويقوم بتصنيفها و"فلترتها" حتي يميز من المسئولين من يصدقه ومن يقدم تصريحات وحسب. وعلي أية حال.. سيقف المصري مجددا في طوابير التصويت لاختيار نوابه. وسيرضي بما يحصل عليه من مقابل مادي كثيرا ما يقل عن الوفاء بمتطلبات حياته. املا في ان الغد سيحمل الخير لبلاده. وسيكون بالتأكيد افضل كثيرا من اليوم.