يوم العيد هو يوم الجائزة التي أعدها الله تعالي لعبادة عقب أدائهم فرائض عظيمة بما يعد امتثالاً لأمر الله تعالي وفق مفاهيم السمع والطاعة التي تعبر عن مفهوم العبودية الكاملة لله تعالي. فالعيد بمثابة الجائزة التي أقرها الله تعالي للصائمين ليفرحوا يوم عيدهم ويظهروا الفرح والسرور واللهو بطريقة مباحة. علماء الدين أكدوا مشروعية إدخال السرور علي الأهل ودعم أواصر البناء الداخلي للمجتمع الإسلامي. مؤكدين أن الرسول صلي الله عليه وسلم وجه أصحابه إلي أهمية الفرح والسرور والتوسعة علي الأهل في هذا اليوم. أشار الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر السابق إلي أنه يشرع في العيدين التوسعة علي الأهل والجيران بالترويح عن النفس وبسط النفس والذهاب إلي الفسح والخروجات والمتنزهات بإظهار السرور والفرح باعتبار ذلك من شعائر الدين في الأعياد. فالعيد في الإسلام فسحه للنفس وفرحة للعبد فيما يرضي الله عز وجل. اضاف أن مظاهر الاحتفال بالعيد والحفاوة به تبادل التهاني بين الأهل والأقارب والأصحاب وتبادل الزيارات والهدايا انطلاقاً أن تهنئة المسلم بالنعمة من الدين. فالأعياد شرعت نعمة من الله علي المسلم لذا ينبغي التهنئة بها والحرص علي صلة الرحم وزيارة الآقارب وودهم والسؤآل عنهم وادخال السرور علي نفس الفقراء منهم بصدقة الفطر وادخال السرور علي نفس الأولاد بإعطائهم الهدايا والأموال وهو ما يعرف بالعيدية في أيامنا هذه فهي تعتبر من العادات الاجتماعية الطيبة لانها تدخل الفرح والسرور علي نفس العبد المؤمن. موضحاً أن الأعياد شرعت في الإسلام لحكم سامية ومقاصد عاليه. فالعيد شرع لشكر الله تعالي علي نعمة التي ينعم بها علي الناس. وهو فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية وهناك سنن وآداب وصي بها رسول الله صلي الله عليه وسلم في الاحتفال بالأعياد. بينما اشار الشيخ جعفر عبدالله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية السابق أن الأعياد في الإسلام شرعت للترويج عن النفس من هموم الحياة. وتوطيد العلاقات الاجتماعية ونشر المودة والرحمة بين المسلمين. وشكر الله تعالي علي تمام نعمته وفضله وتوفيقه علي اتمام العبادات. حيث ارتبطت الأعياد في الإسلام بأداء الفرائض لتكون فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفريضة. فالذين يصومون لهم الحق أن يفرحوا بالعيد لأنهم أدوا فريضة الصوم والذين يحجون لهم أيضا أن يفرحوا لأنهم أدوا فريضة الحج. اضاف: لم تشرع الأعياد في الاسلام من أجل الفرح المجرد وإنما لاستكمال حلقة البر في المجتمع الإسلامي. فإذا كان البر في الأيام العادية عادة فردية ففي أيام الأعياد يصبح البر قضية اجتماعية لقول النبي صلي الله عليه وسلم مطالباً الأغنياء بألا يتركوا الفقراء لفقرهم: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم". أوضح الشيخ جعفر أن ضوابط الإسلام في الاحتفال بالأعياد ألا يتخللها منكر أو بدعة فالعيد في منهج الإسلام بهجة وفرحة وسرور وشكر لله علي آلتوفيق لأداء فريضة الصيام أو الحج. فلا يجوز أن يكون يوم العيد يوم حزن أو هم بالبكاء والندب علي الراحلين. كما أن الأعياد لم تشرع لتكون مناسبات فارغة المحتوي والمضمون من الدلالات الأخلاقية والإنسانية أو لتكون موسماً للمباراة في مظاهر السفه والترف وإنفاق المال في غير موضعه والخروج عن كل معقول ومقبول من سلوكيات السلام وآدابه وجمالياته المعنوية والحسية من مساعدة للمحتاج وبر الوالدين وصله الأرحام. بينما اشار الدكتور محمد أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر أن الأعياد في الإسلام لها أبعاد اجتماعية وانسانية حيث لم تشرع الأعياد من أجل الفرح المجرد فحسب. وإنما شرعت لتستكمل حلقه البر في المجتمع الإسلامي فإذا كان البر عادة فردية في الأيام العادية. فإنه يصبح في أيام الأعياد قضية اجتماعية تطبيقاً لقول النبي"صلي الله عليه وسلم" مطالباً الأغنياء بألا يتركوا الفقراء لفقرهم في هذا اليوم: "أغنوهم عن ذل السؤال في هذا اليوم" والأمر ذاته ملاحظ فيما يتعلق بتقسيم الأضحية إلي ثلاثة أقسام. إذ لم تسن في الإسلام حتي يهنأ أصحابها بلحومها. وإنما ليشبع المحتاجون والفقراء. اضاف د.أبوهاشم أن يوم العيد فيه يفرح الجميع دون استثناء: الاطفال الصغار بهداياهم ومرحهم. والفقراء بسعة مداخيلهم والأرحام بوصال يجمع في ما بينهم والأصدقاء بلقاء الأحبه بعد طول ترقب وانتظار والمسلمون بتزاورهم. والمتخاصمون بتصالحهم فالعيد بمثابه مختبر حقيقي للتربية والأخلاق حيث يفرض علينا النبل والفضل أن نتزاور بقدر ما نستطيع. وأن نتصافح بقدر ما نريد وأن نسمو بقدر ما تشاء.