دفء أمي وأبي أمي.. ينبوع الحنان ودائما يبدو وجه أمي وإن توارت في الثري فهي في قلبي وتسكن جوانحي ويمر العمر علي القلب الحزين بفراق سكنه وسكنته أراها حين يشتد بي الحزن ويرتعد الجبين ويخفق القلب وترتجف الضلوع.. كل شيء بعدها حزين الأيام حزينة والمسافات بعيدة وطيف الحنين بهفو.. ولسان حالي يقول أين التي دخلت قلوب الناس بلا استئذان وصورتها في أجمل الألوان أين ينبوع الحنان.. إنها قبس من الرحمن ورحلت أمي في غياب عني رحلت وصورتها علي الجدران واشتدت الهموم وعصفت بي الأحزان ومنذ الرحيل أحن إلي خبز أمي ولمسة أمي وفطيرة أمي أما أبي.. الودود الجسور أعيش بحلم عودته وأبحث عنه في أرجاء غرفته وفيها عباءته وكتبه وجريدته أبي.. سقينا الحب والرحمة وأحطنا بالأزهار والفرحة وأحببتنا في الحرف والكلمة منذ الرحيل يا أبي والعصافير تخربش باب غرفتك وفي الصباح تكون قهوتك وفي المساء دفء وعزف بحب يسكن خواطري.. ومآذن طنطا تضيء جوانجي وكلامك عبق في ضميري.. كأنه الضوء جاء كله بخاطري.. وبفقدانك يا أبي.. ذهب الأمان عني وبقي بيتنا ضجر في ظلمة الليل ولفني حزن لا يغارقني ولوعة كم عصفت بي في تعاسة الزمن لكنك يا أبي وإن فارقتني فإنك أمامي وتسكنني وفي كل لفتة مني يلوح وجهك الوضاء ورن غفلت العين فالقلب ينبض بحبك بين الضلوع ودوما أنتما أبي وأمي في الذكر حتي الممات.. رحمكما الله وغفر لكما..