فكرت في هذا النسب طويلاً وتأملت فيه تفصيلاً. وبحثت عن أصله وفصله بكرة وأصيلا. حتي جاء الفرج من خلال بريد "مع الناس" فاسترحت قليلاً. صادفت علي مدار حياتي أشخاصاً كثيرين يحملون لقب أو اسم الحفناوي والحفني كما سمعته وقرأته في الصحف والكتب ولم أعرف من أين جاء هذا النسب. فالطنطاوي ينسب إلي طنطا. والقناوي إلي قنا. والسيناوي إلي سيناء. والأسواني إلي أسوان وهكذا. وفي بعض الأحيان سألت زملائي وأصدقائي: - هل تعرفون معني الحفني عسي أن أجد لديهم إجابة يقولون: لا. فأقول لهم مازحاً - يعني "غطيني باللحاف". وبعد سنوات طويلة عثرت علي رسالة لمواطن عنوانه: الحفنا. مركز بلبيس. محافظة الشرقية وعرفت للمرة الأولي أن في مصر قرية بهذا الاسم وأن هذا النسب إليها. وعلمت بعد ذلك أن قرية بالمملكة العربية السعودية اسمها "حفنه" تابعة لمحافظة الكامل. وعلمت أيضا أن علي مبارك باشا "أبوالتعليم في مصر" قد ذكر قرية حفنا المصرية وكتبها "حفنة" في كتابه المعروف بالخطط التوفيقية وقال أنها تابعة لمديرية الشرقية. تشتهر بزراعة الحناء. وبها نخل قليل. والحفنة في اللغة ملء الكفين المضمومتين من القمح أو الشعير أو نحوهما. والجمع "حفن" بضم الحاء. وفتح الفاء. وحفني الشن حفنا. أخذه بكفيه المضمومتين. وغالب الظن أن اسم القرية المصرية كان يكتب بالتاء المربوطة ايضا. لكنه تغير علي ألسنة العامة. ليصبح حفنا مثل كثير من الاسماء المصرية مثل مدينة الخانكة وأصلها الخانقاه. أي بيت الصوفية باللغة الفارسية. والحفنا قرية عريقة انجبت الأعلام في شتي المجالات علي رأسهم الإمام الأكبر الراحل الشيخ محمد الحفني. شيخ الجامع الأزهر في الفترة من 1757 - 1767 - 1171 - 1181 ه اسمه بالكامل محمد سالم أحمد الحفني شافعي المذهب. من ألقابه شمس الدين ونجم الدين وأبوالمكارم لعلمه وورعه وتقواه وهو الشيخ في سلسلة شيوخ الأزهر "44 إماماً" وصفه عبدالرحمن الجبرتي المؤرخ المشهور في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار بأنه الإمام العلامة الهمام وحيد أهل زمانه علماً وعملاً. ينتهي نسبه إلي الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. وأضاف الجبرتي أنه من مواليد قرية الحفنة بالشرقية. ويجوز النسب إليها بالحفني والحفناوي والحفنوي. وفي معظم محافظات مصر عائلات أو أشخاص يحملون لقب أو اسم الحفني والحفناوي من أشهرهم عازف الناي أحمد الحفناوي والدكتور حسن الحفناوي الذي تزوج من كوكب الشرق أم كلثوم والدكتور محمود الحفني والد الفنانة الدكتورة رتيبة الحفني وهي من أعلام محافظة الشرقية ولدت بها سنة 1931 وتوفيت بالقاهرة في 2013/9/16 وشيعت جنازتها بناء علي وصيتها من مسجد دار الأوبرا في اليوم التالي في موكب مهيب يتقدمه د.محمد صابر عرب وزير الثقافة وحشد كبير من الفنانين والمواطنين كما أعلنت د.إيناس عبدالدايم رئيس دار الاوبرا المصرية الحداد بها لمدة ثلاثة أيام. رتيبة الحفني هي أول سيدة ترأس دار الاوبرا في مصر. صاحبة رحلة طويلة من العطاء دفنت بمقابر أسرتها بمنطقة 6 أكتوبر وأقيم العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية جمعت د.رتيبة الحفني بين موسيقي الشرق والغرب. تعلمت عزف البيانو في سن الخامسة ودرست الموسيقي في برلين وميونيخ وجدتها لأمها فنانة اوبرالية شهيرة. قامت ببطولة اوبرا الأرملة الطروب واوبرا عايدة التي وصفها الموسيقار الإيطالي المعروف فيردي بمناسبة احتفالات افتتاح قناةالسويس. وهو صاحب أول نشيد وطني مصري. شغلت العديد من المناصب المهمة في هذا المجال منها عميدة المعهد العالي لمعلمات الموسيقي ورئيسة المجمع العربي للموسيقي التابع لجامعة الدول العربية وعميدة معهد الموسيقي العربية وصاحبة البرنامج التليفزيوني الشهير "الموسيقي العربية" كما تخرج في مدرستها العديد من الأصوات في عالم الغناء. كما اشرفت علي تنظيم مهرجان الموسيقي العربية. الذي شاركت فيه أصوات من جميع الأقطار العربية. والدها الدكتور محمود أحمد الحفني أحد رواد النهضة الموسيقية المصرية والعربية قدم للمكتبة العربية 45 كتاباً في الفنون والموسيقي وهو أول من أدخل مادة التربية الموسيقية في المدارس المصرية.