السعودية والإمارات والكويت.. مثلث العزة والكرامة للأمة العربية.. وقوف الأشقاء الثلاثة بجانب مصر الشقيقة الكبري في محنتها المؤقتة يمثل فصلا جديدا في ملحمة التضامن العربي التي كنا قد فقدنا الأمل في إحيائها مرة أخري لكنها الأزمات والشدائد تكشف دائماً عن معادن الشعوب والحكومات.. الدول الثلاث أكدت دعمها المفتوح واللا محدود للاقتصاد المصري حتي تعبر مصر أزمتها وتتجاوز محنتها بعد نجاحها في القضاء علي العنف والإرهاب.. ويخطئ من يظن أن مصر ستمد أيديها لتغرف من كنوز وخزائن الخليج وتحصل علي المليارات تلو المليارات سواء في صورة منح أو ودائع أو قروض بشروط ميسرة للغاية.. ولكن الحكومة المصرية سوف تستفيد من هذا الدعم الخليجي في صورة مشروعات مشتركة تقيمها بالتعاون مع حكومات الدول الثلاث وكذلك زيادة استثماراتها في السوق المصرية بحيث تترجم هذه المشروعات والاستثمارات في النهاية في صورة آلاف أو ملايين فرص العمل للشباب المصري وأيضا الارتقاء بمؤشر النمو الاقتصادي في مصر والخليج علي حد سواء. وكان المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سباقا بما لديه من خبرات طويلة وتجارب امتدت عقودا من العمل في الشركات متعددة الجنسيات حيث يغادر القاهرة خلال الساعات القادمة متوجهًا إلي المملكة العربية السعودية في أول زيارة رسمية لمسئول مصري رفيع المستوي للمملكة عقب ثورة 30 يونيو.. مهمة حلمي في الرياض ستكون متعددة الأوجه والأهداف.. فبعد أن يسجل شكره وتقديره نيابة عن مصر حكومة وشعبا لجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي موقفه التاريخي الداعم لمصر ورفضه القاطع للتدخل الخارجي في شئونها.. سيدخل الوزير في لقاءات مكثفة واجتماعات متواصلة مع كبار المسئولين بالسعودية وعنوان هذه اللقاءات والاجتماعات هو زيادة فرص التعاون المشترك بين البلدين ومضاعفة الاستثمارات السعودية في مصر خلال المرحلة القادمة. ومن السعودية ينتقل حلمي هذا الشهر أيضا إلي دولة الكويت الشقيقة بحثا عن نفس الأهداف وفي شهر أكتوبر سيذهب علي رأس وفد رفيع المستوي إلي دولة الإمارات حيث يشارك في فعاليات منتدي ومعرض جيتكس الدولي للاتصالات وعلي هامش المعرض سيجري مباحثات مهمة مع المسئولين بدولة الإمارات حول تفعيل شراكة مصرية إماراتية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.