تشهد أسعار البلح ارتفاعاً بمعدل 15% بسبب ارتفاع تكلفة التخزين وكذلك الحرائق التي نشبت في مزارع سيوة فضلاً عن استمرار حوادث السطو علي المخازن والانفلات الأمني. وبالرغم من ذلك فإن التجار عادة ما يطلقون اسماء المشاهير والأحداث علي أنواع البلح لتنشيط حركة البيع حيث يباع الصحافة بسعر 12 جنيهاً للكيلو والثورة ب 25 جنيهاً والحرية ب 27 جنيهاً والنمور ب 40 جنيهاً للكيلو والملكابي ب 32 جنيهاً والسكوتي يتراوح من 18 و23 جنيهاً. أكد المستهلكون أنهم يعانون أزمات مادية طاحنة كما ان ميزانية الأسرة أرهقت كثيراً هذا العام بسبب تلاحم المواسم في الامتحانات والدروس الخصوصية حتي المصايف ورمضان الأمر الذي يجبرهم علي تخفيض الكميات المشتراة هذا العام. أشار التجار إلي ان الموسم الحالي سيكون الأسوأ منذ فترة طويلة لاسيما مع التراجع الحاد في الشراء وقيام التجار بعرض كل المخزون لديهم خوفاً من السرقة. أين المفر؟! أحمد مصطفي محاسب يقول: حاولت الشراء هذا العام مبكراً لأني لاحظت في العام السابق ان الأسعار ترتفع قبل رمضان مباشرة وكذلك الزحام علي الشراء يكون شديدا ولكن لاحظت الأسعار ارتفعت عن العام السابق رغم كل المعاناة التي نعيش فيها حيث المرتب ثابت ومطالب الأبناء تتزايد خاصة مع قرب أجازة الصيف وبداية المصايف مع حلول شهر رمضان وأيضاً نحن حتي اليوم مازلنا في الامتحانات والدروس الخصوصية ومع كل هذا ترتفع الأسعار فأين الحكومة وأين الرقابة وماذا نفعل. رأفت محمد يقول: أنا أب ورب أسرة قبل ان أكون مرموقاً اجتماعياً بينما مرتبي لا يفي حتي بالمتطلبات الأساسية الآن لذلك بدأت الشراء مبكراً رغم اني أعلم ان هذه عادة تكون بضاعة الأعوام السابقة واحتمال التلف فيها أكبر ولكن السعر أرخص من تلك التي يتم عرضها قبل أيام من الشهر الكريم ورغم ذلك الأسعار أعلي من احتمالي فهناك تمور المتوكل باللوز وسعرها 40 جنيهاً وبلح الملكابي وسعره 36 جنيهاً وطبعاً لأننا نشتري لشهر كامل فالكمية ترفع السعر أيضاً وهذا لا يتناسب أبداً مع الدخل. مرتب الشهر لا يكفي إيمان محمد - ربة منزل - تقول: ان أسرتها مكونة من 7 أفراد 3 بنات وولدين بالإضافة إلي والدها ووالدها مشيرة إلي مرتبها لا يكفي تلبية متطلبات الأسرة الأساسية خاصة وأنها تعاني من تلاحم المواسم في ظل موسم الامتحانات ثم رمضان مشيرة إلي ان مرتب زوجها لا يكفي شراء بلح رمضان في ظل زيادة الأسعار بصورة كبيرة عن الأعوام الماضية. تفريغ المخازن عبدالرحمن فرهود - تاجر تمور - يقول: حتي الآن الارتفاع في الأسعار لا يتجاوز 10 إلي 15% وهي نسبة معقولة من وجهة نظرنا كتجار وتتناسب مع الارتفاع العام في الأسعار بل انها قد تكون أقل من العادي وكنا نتوقع ان ترتفع الأسعار أكثر من ذلك ولكن حرص التجار علي تفريغ المخازن من البضائع خوفاً من حوادث السطو والسرقة بالإكراه وانفلات الأمن جعل الجميع يفرغ المخازن تماماً ويطرح البضائع في الأسواق وهذا جعل البلح متوفرا رغم حرائق سيوة والقيود علي الاستيراد ومع انخفاض القوة الشرائية أصبح الإقبال من المستهلك متناسبا مع المعروض. الامتحانات والدروس حسن فرغلي - بائع بإحدي محلات وسط القاهرة - يقول: الثورة بخمسة وعشرين جنيها والحرية بثلاثة وعشرين جنيهاً بينما سعر الصحافة اثني عشر جنيهاً فقط هذه هي الأسعار حتي الآن ولا يوجد إقبال لاننا مازلنا في موسم الامتحانات والأهالي لم تبدأ الشراء حتي الآن ونتوقع ان تزداد الأسعار قليلاً مع بداية الشهر القادم وان يزداد الإقبال علي الشراء أيضاً لانتهاء موسم الدروس الخصوصية والامتحانات وقرب حلول الشهر الكريم وهذا هو الوارد كل عام حيث يزداد الاقبال في آخر أيام شهر شعبان. وجيه عبود بائع بمحلات العتبة يقول: الأسعار ارتفعت مثل ارتفاع سعر أي سلعة في مصر بعد الثورة لذلك اعتقد ان الإقبال علي الشراء لن يتأثر خاصة ان الخشاف والتمر أساسي علي مائدة الإفطار ولا يمكن استبداله وأعلي سعر حتي الآن هو البلح الملكابي ويصل إلي 32 جنيهاً بينما البلح السكوتي يتراوح من 18 إلي 23 جنيهاً وهي أسعار تنافسية لاننا نعلم ان مستهلك الأماكن الشعبية مثل العتبة ووسط القاهرة هو ذو طبيعة خاصة وأهم ما يطلبه في حالة الشراء هو فرق السعر في الأسواق الأخري لذلك دائماً نحاول ان تكون الأسعار لدينا أقل ولو قليلاً عن باقي الأسواق. محمد أحمد - بائع بإحدي سرادقات الياميش والعطارة بوسط القاهرة: يقول التفاوت في الأسعار كبير من 12 إلي 32 جنيهاً حسب النوع فهناك بلح القضاء وصل 12 جنيهاً وكذلك الشوري والصحافة بينما ارتفع ثمن الحرية إلي 27 جنيهاً ووصل سعر علم مصر إلي 32 جنيهاً ولم يتجاوز سعر العدالة 16 جنيهاً ورغم الارتفاع في الأسعار عن العام الماضي إلا أننا لا نشك في الإقبال ولكن قرب شهر رمضان لاننا حتي الآن في حالة كساد لا نعرف إذا كانت بسبب ارتفاع الأسعار أم بسبب الامتحانات.