الحالة الاقتصادية السيئة التي تعيشها مصر في الوقت الحالي وقلة الأفلام المعروضة ربما هي التي دفعت بعض المنتجين داخل السينما التركية لمحاولة اقتحام السوق المصري طامعين في فرض السيطرة عليه وسط غفلة من الصناع.. من خلال مخطط لضخ كمية ضخمة من الأفلام التركية في دور العرض المصرية.. خاصة بعد نجاح بعض المسلسلات التركية في مصر وبعض الدول العربية.. لتبدأ أولي الخطوات في عرض الفيلم التركي "السلطان الفاتح" في دور العرض المصرية منذ حوالي أربعة أشهر والذي لم يلق إقبالا جماهيريا متوقعا. الأمر الذي عطل محاولات من قبل بعض شركات الإنتاج التركية لضخ أكثر من 226 فيلم تركي الصنع داخل السوق المصري لتحاول السينما التركية بحجز مقعد لها في دور العرض المصرية من خلال الترويج لنفسها من خلال مشاركة ستة أفلام في الدور الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي والذي أقيم أواخر الشهر الماضي منها فيلم "لا تنسيني يا اسطنبول".. و"الحب في حديقة الأسرار" الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.. و"حيث تشعل النيران" ممثلا لتركيا في المسابقة الدولية لحقوق الإنسان.. ولم يقف الأمر عند ذلك الحد ليصرح الفنان عمرو واكد أن هناك محاولات لبعض شركات الإنتاج التركية بالتعاون مع إحدي الشركات الخليجية لإقامة عدد من دور العرض في مصر لتكون واجهة للترويج للفيلم التركي في مصر.. فهل تتعرض صناعة السينما في مصر لغزو تركي قادم؟ الفنان عمرو واكد قال إنها مجرد محاولات من قبل بعض المنتجين لم تأخذ حيز التنفيذ الفعلي. بعد أن أغري النجاح الذي حققته بعض المسلسلات التركية في مصر بعض المنتجين الأتراك لاستثمار ذلك النجاح في السينما. وذلك إن دل علي مغز فهو يدل علي محاولات للكسب من خلال السوق المصري الذي من المتوقع أن يشهد طفرة في صناعة السينما في الفترة القادمة رغم المؤشرات الاقتصادية السيئة للوضع الاقتصادي الحالي لأن الثورة لم تشمل القطاعات السياسية فقط وإنما امتدت إلي صناعة السينما المصرية التي كان يهيمن عليها ويحتكرها مجموعة معينة لا تسمح إلا بمرور نوع معين من الأفلام التي تناسب أفكارهم وأهدافهم أو تدمير ومحاربة أي فكر آخر يظهر علي شاشات العرض من خلال التوزيع الرديء للأفلام حتي يصيبه الفشل ولا يفكر أحد في إنتاج مثل هذه النوعية المعارضة لأهدافهم مرة أخري. أضاف أنه أي محاولات للهيمنة علي سوق السينما في مصر لن تنجح وإنما ستكون جزءاً من المعروض سيحكم الجمهور عليه في النهاية وذلك لا ينطبق علي السينما القادمة من الخارج فحسب وإنما أيضا علي السينما المصرية أيضا التي سيختلف فيها معايير السوق في الفترة القادمة والتي ستتنوع فيها الأفلام المقدمة لنشاهد أقلام تجمع بين الجودة الفنية والناحية التجارية.. وذلك سيكون من مكتسبات الثورة التي حكمت علي الفكر القديم الذي هيمن علي السينما في مصر في السابق بالانهيار ليطل علينا فكر جديد يتعامل مع السوق بشكل مختلف. أكد أن السينما بالفكر القديم كانت تحقق عائدا من الأفلام المعروضة يصل إلي 250 مليون جنيه طوال العام علي أقصي تقدير وذلك لم يكن بسبب طبيعة التوزيع فحسب ولا بسبب طبيعة الجمهور وإنما أيضا بسبب الفنان الذي كان ينخفض بمستوي الفيلم حتي يقدم للجمهور عملا لكي يقبلوا عليه رغم أن دوره هو تقديم عمل يرتفع به بمستوي المشاهد من خلال مضمون جيد أيا كان تصنيف الفيلم سواء كان كوميديا أو أكشن أو غيره. وعقد وأكد مقارنة بين المبلغ الذي يقوم المصريون بدفعه علي رسائل التهنئة في الأعياد فقط والتي تتراوح بين 400 و600 مليون جنيه وبين عائد السينما في مصر التي لا تتعدي ال250 مليون جنيه.. مبرهنا أن الجمهور قادر علي تحقيق أرباح في السينما إذا وجد ما يشده وإذا استطعنا خلق أسواق جديدة. السيناريست والمنتج محمد حفظي قال إن محاولة السينما التركية التواجد في مصر لا يمثل خطرا علي صناعة السينما خاصة أن الجمهور المصري لن يقبل علي تلك النوعية من الأفلام بوجود تدهور ملحوظ في الوقت الحالي في صناعة السينما في مصر بل إن الأفلام التركية لن تكون منافسا بأي حال من الأحوال للأفلام المصرية والتي اعتاد الجمهور مشاهدتها أومشاهدة الأفلام الأمريكية التي تمثل المنافس الحقيقي للفيلم المصري والتي تمثل دافعا للمنافسة لتقديم إنتاج ينافس الفيلم الأمريكي. وأضاف حتي وإن حاولت السينما التركية اقتحام السوق المصري الآن ستتأثر بكل تأكيد بالظروف المحيطة وبالوضع الاقتصادي الحالي حتي تستطيع منظومة السينما في مصر من التعافي مرة أخري وتكتمل الدائرة مرة أخري بوجود قنوات فضائية تستطيع شراء الأفلام التي يتم إنتاجها وشركات تستطيع إقامة دعاية لائقة وجمهور يستطيع الذهاب لدور العرض ودفع ثمن التذكرة. المنتج هاني جرجس فوزي أكد أنه كان هناك خطوات لعرض 226 فيلما تركيا في مصر علي عدة مراحل بعد اتفاق شركة تركية وأخري مصرية علي ذلك بدأت بعرض الفيلم التركي السلطان الفاتح الذي لم يحقق نجاحا يذكر في مصر ليتم تأجيل الفكرة في الوقت الحالي. وأضاف أن هناك اعتقاد خاطيئا وتضخيما للأمور أن المسلسلات التركية اكتسحت السوق المصري خلال السنوات الأخيرة وذلك غير حقيقي فإذا نظرنا عن قرب سنجد أن القنوات الفضائية العربية قد عرضت علي مدار الأربع سنوات الأخيرة ما يقرب من 150 مسلسلا لم ينجح منها سوي أربعة مسلسلات مثل مسلسلات "العشق الممنوع" و"حريم السلطان".. ويظهر ذلك في موسم شهر رمضان الذي يهمش فيه المسلسلات التركية ويكون الإقبال في جميع القنوات الفضائية والبلاد العربية علي المسلسلات المصرية. وقال فوزي إنه لا يري أي مشكلة في محاولة بناء بعض المستثمرين الأتراك لدور عرض في مصر خاصة وأنها ليست المرة الأولي التي تقوم فيها بعض رءوس الأموال غير المصرية بإقامة استديوهات أو قنوات أو سنيمات ليجدوا أنفسهم في النهاية مجبرين علي عرض المنتج المصري فيها أو يقومون ببيعها وهو الأمر الذي يفيد صناعة السينما في مصر بصفة عامة وبطبيعة الحال فإن السوق المصري تظهر فيه بعض الأفلام الأجنبية التي تنتشر لفترة ثم تندثر بمرور الوقت مثل الفيلم الهندي الذي كان جزء من السوق المصري في فترة من الفترات ثم اختفي وهو أقصي ما يمكن للسينما التركية تحقيقه أيضا خاصة وأن هناك فرقا كبيرا بين نجاح المسلسل والفيلم فإن كان المسلسل التركي قد نجح فذلك بسبب زيارة هذا المنتج للجمهور داخل البيوت وذلك لا يعني نزول الأشخاص من بيوتهم وشراء تذكرة لمشاهدة فيلم تركي. الناقد الفني الكبير طارق الشناوي قال إن عرض فيلم "السلطان الفاتح" كان مجرد محاولة لجس نبض السوق المصري خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم داخل بلده لتأتي صدمة لصانعيه بأنه لم يلقي قبولا من الجمهور المصري. وقال إن نجاح الدراما التركية لا يعني بالضرورة نجاحا متوقعا للسينما أيضا لأن طبيعة المشاهد تختلف بين الاثنين إضافي إلي المزاج النفسي للجمهور الذي يجعل هناك إقبالا علي دور العرض وهو أمر غير متوفر بالشكل الكافي في الوقت الحالي. أضاف الشناوي أن تلك المحاولات لا تمثل تهديدا علي صناعة السينما في مصر لأنها بأي حال من الأحوال ستأخذ جزءا بسيطا من حجم السينما بل إنها من الممكن أن تصنع حالة من التنوع والتعدد في الأقلام المعروضة التي من الممكن أن تصنع حالة من الانتعاشة ومن الناحية الفكرية فإن السينما التركية تحظي بمساحة من الحرية أكبر من المساحة الموجودة في مصر وهو الشيء الإيجابي أيضا.