رغم انه قد يكون الهدف من تقديم فيلم مثل "عبده موته" للسيناريست محمد سمير مبروك هو توعية الشباب بالابتعاد عن الطريق الذي سلكه بطل الفيلم "عبده" تاجر المخدرات الذي انتهي به الحال في نهاية مآساوية إلي حبل المشنقة إلا انك تفاجأ علي أرض الواقع بنتيجة مختلفة بعدما انتشرت الاخبار عن اعجاب الشباب بشخصية موته حيث قام الشباب بتقليد موته في قصة شعره وملابسه واستخدام مصطلحاته وأصبح موضة خاصة بين الحرفيين في حالة أقرب إلي التي صنعها أحمد زكي وخيري بشارة في فيلم "كابوريا" وهو يدل علي إما انه حدث تغيير في طبيعة الشخصية المصرية وأصبحت شخصية الفاسد أو البلطجي هي المثل والقدوة أو ان صناع الفيلم لم ينجحوا في توصيل رسالة الفيلم للجمهور هذا طبعاً لو كان يحمل رسالة. لم يقدم صناع الفيلم شخصية موته تاجر المخدرات علي انه شخصية شريرة بل شاب نجح في الخروج من عباءة تاجر المخدرات الكبير مختار العو "سيد رجب" وأصبح نداً له وصاحب علاقات نسائية متعددة لكنه لا يحب سوي ابنة خالته انغام "حورية فرغلي" التي تقنعه بترك تجارة المخدرات ويبع العيش حتي يوافق والدها "صبري عبدالمنعم" علي زواجهما وبالفعل يتوسط له للعمل كسائق لكن تتم سرقة فيلا الرجل الذي يعمل عنده فيتم القبض علي موته ظلماً لانه سوابق ويعترف علي نفسه حتي لا يتأذي والد حبيبته الذي توسط له للعمل وتكتمل بطولته بهروبه من السجن والتخلص من مختار العو وصديقه ياسر الأشول "مجدي بدر" بعدما علم بخيانته له هو وصديقه الثاني حماصة "شادي خلف" وانهم وراء ما حدث له فيتم القبض عليه والحكم بالإعدام ويسير موته دون خوف في مشهد بطولي إلي حبل المشنقة ويكتشف انه كان يتمني ان تتغيير حياته ويسعد أمه وشقيقته ويعترف بانه الذي تخلي عنه وانه يتزوج انغام لكنه لم يوضح ماكان بداخله كل هذه الطيبة والحكمة لماذا لم يستخدمها لانقاذ مصيره أم إنها هبطت عليه في المشهد الأخير أمام حبل المشنقة؟ تخلص محمد رمضان من شبح الراحل أحمد زكي مع "موته" لكنه ظل قريب الشبه من "الألماني" ونجح في تقديم مشاهد الحركة والأكشن بشكل جيد خاصة في مشاهد المطاردة وهي منطقة سيتألق فيها لو استطاع توظيف امكانياته بشكل صحيح. نجح سيد رجب في إعطاء "ثقل" للفيلم واستطاع التعبير عن مدي كراهية العو لموته رغم معرفته في قرارة نفسه انه ليس سهلاً رغم تعمده التقليل منه في أي مناسبة خاصة في حديثه مع ربيعة الراقصة "دينا" وقدم وجهاً شريراً ساعد في تعاطف الجمهور مع موته ضده والفيلم يؤكد لحورية فرغلي انها تكون ثنائي لائق مع محمد رمضان لا أكثر من ذلك فلم يضف الفيلم لها شيئاً فنياً. قدم المخرج إسماعيل فاروق صورة أفضل من أفلامه السابقة "أبقي قابلني" و"ولاد البلد" وتنبئ ايضا عن امكانيات أفضل لديه مما قدمه وقطعاً كانت الموسيقي والأغاني في الفيلم لاستثمار نجاح هذه الأغاني الشعبية التي أصبحت دعاية للفيلم في أوساط الشباب.