من المقرر أن يبدأ خلال ساعات تطبيق قرار إغلاق المحال التجارية في العاشرة مساء حتي يسود الهدوء العاصمة الصاخبة والأهم من ذلك ترشيد استهلاك الطاقة في وقت عزت فيه كل موارد الطاقة هو قرار صائب ويطبق في جميع أنحاء العالم المتقدم والنامي حيث تغلق المحال التجارية في الثامنة مساء ان لم يكن قبلها. ولطالما تمنيت تطبيقه منذ زمن طويل عندما انتشرت المولات التجارية وأصبحت مكانا للنزهة والصخب بين الشباب. ولأنني واحدة من ضحايا هذه المولات تذكرت مشاعري وأفكاري عندما اقيم مول شهير أمام منزلي حرمني النوم والراحة بسبب الضوضاء الشديدة الصادرة منه علاوة علي المعارك بين قائدي السيارات بسبب الزحام وكنت علي استعداد لعمل أي شيء للتخلص من الضوضاء بأي ثمن حتي أتمكن من النوم وقتها قررت مع زوجي الرحيل فورا فلن تستقيم حياتي في ظل وجود هذا المول والحمد لله وفقنا في العثور علي مسكن آخر في شارع هادئ محظور فيه اقامة أي أنشطة أو محال تجارية. تذكرت موقفي من المول الشهير الذي دفعني للرحيل عندما علمت بقرار إغلاق المحال التجارية في العاشرة مساء وأنا علي يقين ان معدل المبيعات لن تتأثر بالمحال لأن من يريد أن يشتري سلعة معينة فهذا يعني انه يحتاجها وسوف يدبر أموره للحصول عليها سواء ليلا أو نهارا والمشكلة الحقيقية في استهلاك الطاقة وأنا أيضا أعلم جيدا إلي أي مدي صارت عليه مصر نتيجة الارتفاع المستمر في استهلاك الطاقة وكم من مشروعات تنموية لم تبدأ بعد رغم شدة الاحتياج إليها بسبب العجز في توفير مصادر جديدة للطاقة. ورغم ذلك فإن الظروف التي تمر بها البلد حاليا مختلفة حيث انتشرت أعمال البلطجة وتقلص دور الأمن في الشارع وأصبح الصخب والضوضاء وتواجد الناس في الشارع من أهم عوامل الأمان خاصة ان لدينا العديد من المؤسسات تعمل علي مدار 24 ساعة ويضطر العاملون بها للعودة لمنازلهم بعد منتصف الليل من المؤكد ان هذه الفئة سوف تفتقد الأمان عندما يخلو الشارع من المارة. شيئا آخر لا يقل عنه أهمية ان المحال التجارية والمقاهي وغيرها ممن ينطبق عليهم قرار الاغلاق سوف تضطر لتخفيض العمالة مما يزيد من أعداد العاطلين والخوف من تحولهم لأعمال البلطجة. وقبل كل ذلك هل استعدت الشرطة لتأمين جميع الشوارع بما يسمح للمواطنين للحياة بصورة طبيعية والشعور بالأمان بعد خلوها من المارة.