الكل يريد أن يخطف الموقف السياسى فى مصر الآن ...يزايد للوصول الى السلطة... الجميع يتصارع فى حالة من التجاذب السياسى التى يعلى مصالحه الشخصية فوق مصالح هذا الشعب ودماء شهدائه الأبرار التى قدموها من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ولا مناص من محاسبة قتلة شباب هذا البلاد أشد الحساب....فلا شئ يعلو فوق مصلحة مصر ودماء أبنائها...التى يزايد عليهما الآن الجميع فى الشارع السياسى المصرى ...إيماناً بأن أهداف ثورة 25 يناير لن تتحقق إلا من خلال صندوق الانتخاب فهو الآلية الوحيدة لإنجاح ثورة 25 يناير. 1 التيار الاسلامى " الإخوان والسلفيون" على استعداد لتقديم الشهداء إذا تم تأجيل الانتخابات كما أعلن الاخوان.... وهؤلاء الشهداء لن يسقطوا بالطبع فى سبيل هذا الوطن -إذا ما تم تأجيل الانتخابات- بل فى سبيل وصول الإخوان الى السلطة. ويبدو هذا واضحاً من الغياب الإخوانى عن ميدان التحرير لأن التواجد ليس فى صالحهم ... فهل يا ترى إذا تم تأجيل الانتخابات ونزل الإخوان سيغيب عنهم المتواجدون الآن فى الميدان؟! 2 الأحزاب السياسية على اختلاف أطيافها تسعى بكل قوة إلى تأجيل الانتخابات وهى على استعداد لتقديم التنازلات لبقاء العسكر فى السلطة أطول فترة ممكنة نظراً لهشاشتها فى الشارع المصرى فهى قد قبلت من قبل أن تكون ديكوراً فى الحياة السياسية...وها هى تزايد وتستخدم ميدان التحرير لتأجيل الانتخابات وتشكك فى نتائجها وتقول حتى لو أجريت الانتخابات وظهرت نتائجها ستكون هناك ثورة ضدها. 3 الحركات السياسية التى أنجبتها ثورة 25 يناير وهى تبحث عن مكان لها تحت شمس السياسة فى الشارع ومن حقها المشاركة فى صنع مستقبل بلدها ومن حقها أيضاً الدفاع عن ثورتها التى يحاول " التيار الديني" صبغها بصبغته وتحاول الحركات السياسية صيغتها وفقا لأفكارها ورؤاها، ولكن هذا الدفاع لابد أن يكون مشروعاً أى أن تستمد هذه الحركات شرعيتها من صندوق الانتخاب وليس من خلال الصراع على السلطة خاصة وأن بداخلها جناحاً متمرداً متطرفاً يسعى نحو الثورة الدائمة وكأن هدفه هو إحداث الفوضى فقط. هكذا تضيع دماء شباب مصر بين الفرقاء السياسيين ويتم استخدامها ك" قميص عثمان الذى يرفعه الجميع" ... وهكذا يهدر قوت هذا الشعب... وهكذا نصعد نحو الهوية