تحت شعار "معا لبناء الوطن".. أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير والمتضامنين معها من القوى الوطنية عن تعليق احتفالية "جمعة في حب مصر " إلى ما بعد شهر رمضان لإفساح الفرصة أمام المسئولين للسيطرة على الوضع وإعادة الأمن و الأمان إلى الشارع. وأرجعت الجمعية اتخاذها هذا القرار إلى الانفلات الأمنى المقلق الذى تشهده سيناء وبعض المحافظات استشعارا لمسئوليتها الوطنية أمام الله والتاريخ، وحرصا منها على نجاح الثورة. وأكدت فى بيان صحفى أنها اتخذت هذا القرار بعد رفضها تحفظ الحكومة على الاحتفالية بميدان التحرير وتأكيد الحق الأصيل لجميع المصريين في التظاهر والاعتصام في الميدان في أي وقت، وهو ما أكدت الحكومة على احترامه في بيانها الصادر أمس. وذكر البيان أن دعوة الجمعية للإفطار الجماعي في ميدان التحرير اليوم الجمعة 12 رمضان 12 أغسطس، كانت تستهدف العمل على استعادة روح الميدان التوافقية التي تجلت في أروع صورها خلال الموجة الأولى للثورة المصرية، والاحتفال بذكرى انتصار جيش مصر العظيم في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، وكذلك الإصرار على مواصلة مسيرة الثورة بعزم لا يلين حتى تحقق كامل أهدافها. وأشار إلى استياء الجمعية من محاولة البعض لتصوير المشاركة فى جمعة "فى حب مصر" على أنه "جمعة للصوفية" ضد "جمعة السلفيين"، معتبرا هذا التصور مغالطة كبيرة ومحذرا من خطورة محاولات الاستقطاب والإقصاء ورفع شعارات دينية متطرفة وأعلام دول أجنبية وصور رموز تنظيم القاعدة؛ لأن في ذلك تهديدًا لكيان ومدنية واستقلال وسيادة الدولة المصرية. نقل البيان حرص الجمعية على الاستمرار بالعمل مع كل المناضلين الشرفاء من أجل تحقيق كل أهداف الثورة وأهمها القصاص العادل من قتلة شهداء الثورة مع التكريم اللائق للشهداء، وكذلك محاكمة الرئيس المخلوع وأركان نظامه عن جرائم القتل والتعذيب والفساد السياسي وعدم اقتصار التهم الموجهة اليهم على جرائم أو جنح الكسب غير المشروع، إضافة الى تطهير كل مؤسسات وأجهزة الدولة من فلول النظام البائد وخاصة الصحافة والإعلام والجامعات. وشدد على تمسك الجمعية بمدنية الدولة، وعدم جواز قيام أحزاب على أساس ديني كما نصت على ذلك جميع الدساتير المصرية والإعلان الدستوري الأخير، وكذلك وثيقة الأزهر الشريف، وضرورة احترام الحريات الأساسية وخاصة حرية التظاهر والاعتصام السلميين مناشدًا الجميع عدم المغالاة أو التعسف في استخدام هذا الحق حتى يعبر وطننا هذه المرحلة الصعبة، مؤكدا على أن كل السلطات للشعب وحده الذي فوض المجلس العسكري والحكومة في إدارة المرحلة الانتقالية تفويضا مشروطا بالتنفيذ الكامل لمطالب الثورة والثوار. وأعرب البيان عن تقدير الجمعية لكل ما جاء في بيان الحكومة الذي صدر أمس فيما يتعلق بالحفاظ على ركائز ومقومات الدولة المدنية، وحظر قيام الأحزاب على أسس دينية أو استخدامها دعاية تعتمد على لافتات أو رموز دينية. ودعت الجمعية إلى إعادة تخطيط ميدان التحرير على أسس عمرانية حضارية لا أمنية قمعية وبما يليق بالميدان الذي صار أيقونة للحريات في العالم اجمع يستلهم روحه كل الساعين إلى الحرية والمدافعين عن حقوق الانسان وبما يضمن تخليد ذكرى شهداء الثورة بإقامة نصب مهيب لهم في قلب الميدان، وإقامة ساحة رحبة لحرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي في أي وقت بحيث لا يعوق ذلك حركة المرور في الميدان والشوارع المؤدية إليه.