اقام الفنان خالد الصاوي مؤتمر صحفيا فوق العادة , علي موقعة الإلكتروني http://www.khaledalsawy.com/ وهو أول ممثل مصري يقوم بهذا الحدث الغريب من نوعه حيث اعتاد الصحفيون والنقاد على المؤتمرات الصحفية في القاعات الفخمة أو في دور العرض في افتتاح الأفلام. أجاب خالد الصاوي عن تساؤلات و استفسارات الصحفيين في مؤتمره الاول كما يلي : هل جاء توقيت عرض فيلم الفاجومي مناسبا من وجهة نظرك ؟ خاصة أن هناك بعض الآراء تقول ( البلد مش محتاجة أفلام دلوقتي مش وقته ) - الفيلم يحكي مشوار إنسان من قاع المجتمع ينجح بقوة شخصيته وطموحه من جهة وبعظمة الأحداث التاريخية المعقدة التي عاشتها مصر والعالم في الأمس القريب من جهة ثانية في التحول إلى ظاهرة فريدة في الشعر وفي النضال معا، وهي بالتالي حكاية يمكن أن نرويها في أي وقت، وفكرة أن البلد لا يحتاج للفن حاليا فكرة ساذجة تنم عن جهل بالتاريخ، ففي خضم أعظم الثورات والحروب - بل والحروب الأهلية حتى- يحتاج الناس إلى الفن والأدب المرتبطين بالإنسان وهمومه وأحلامه. المسألة أن هناك من يروج لمعاداة الفن والأدب دائما ودون تمييز بين غثه وثمينه لخدمة أهداف سياسية بحتة تنبع من خارج مصر وضد مصر ودورها الفني والثقافي المهم، وهذا وقت مناسب له للاصطياد في الماء العكر لا أكثر. تتوقع أن توقيت عرض الفاجومي سيضر فعلاً بالفيلم أم سيدعمه؟ - الله أعلم وأنا لا أميل للتكهن عموما، مشروع الفيلم بدأ من سنة وقبلها هناك فترة كُتب فيها السيناريو وقد بذلنا الكثير من الجهد المخلص جميعا، وكل ما أتمناه الآن أن يكون فيلما جيدا يستحق حب الناس واحترامهم. تعرض برومو الفاجومي لبعض الانتقادات بسبب المشاهد الساخنة فيه ووصِفَت بأنها مبالغ فيها وغير متوقعة من فنان يحترم فنه وجمهوره كخالد الصاوي وأنها أحدثت صدمة لجمهور الصاوي وأحمد فؤاد نجم على حد سواء .. فما تعليقك ؟ كل ما يحدث في الحياة يصلح لأن يكون مادة يتناولها الفن والأدب المهم الهدف والطريقة، واحترامي لفني ولجمهوري لا يعني أن أصنع أعمالي على مقاس ذوق أولئك الذين يكرهون حرية الفن والأدب أو غيرهم ممن يكرهون الفن المصري أو يريدون مسخ الشخصية المصرية الثرية بعناصر ثقافية متنوعة لتصبح نسخة باهتة من مجتمعات أكثر منا تخلفا تحكم بسطحية على الأمور والبشر. ولنرجع إلى أفلامنا التي ننسبها إلى الزمن الجميل لنرى كيف كنا نصنع أفلامنا وقت أن كنا قادة للعالم العربي وللعالم الثالث كله، لم نكن إباحيين ولا متزمتين.. وهذه الوسطية يجب أن تميزنا دائما. في ظل الظروف العصيبة التي يتعرض لها الإنتاج الآن و بعد معدل التصوير الذي وصلت إليه هل تتوقع لحاق خاتم سليمان بالعرض في رمضان هذا العام ؟ - نحن نعمل بجدية شديدة لصنع مسلسل جيد وكلنا أمل أن نلحق العرض الرمضاني دون التنازل عن المستوى الفني، وقد قمنا جميعا بالتنازل عن نصف أجورنا لتسهيل عملية الإنتاج وسط هذه الظروف الصعبة وبهذا نكون أدينا ونؤدي ما علينا والباقي على ربنا أولا ثم على الشركة المنتجة التي اثق في قدرتها على تخطي الصعاب بإذن الله. انهالت التعليقات المشجعة من جمهورك لتحفيزك على قبول عرض المنتجة ناهد فريد شوقي لتجسيد دور والدها ملك الترسو الراحل .. فهل يمكن أن تلعب هذه التعليقات دوراً في حسم موقفك بشأن هذا العمل ؟ - ما زلت أفكر. هل رفضت فيلم " الريان " لمجرد أن صديقك ومنافسك خالد صالح يقوم بنفس الشخصية في مسلسل تليفزيوني هذا العام ؟ تقديم عملين عن شخصية واحدة في وقت متقارب ليست فكرة جيدة وخصوصا لو كان البطل في العمل الأول ممثلا رائعا مثل صديق عمري الفنان خالد صالح، هناك عشرات المواضيع فلماذا التكرار؟ تعليقك على تصريح الإخوان بإنشاء شركة إنتاج سينمائي ونادي كرة قدم ؟ وهل لو عرض عليك نص أعجبك من إنتاج الإخوان ستقبل التعاون معهم ؟ - رأيي أن الفن والأدب والإعلام والرياضة هي أنشطة من حق الناس جميعا، أما التعاون المشترك فيفترض قبول كل طرف بشروط الآخر ولكني لا أتصور أنهم قادرون على تقديم فن أو أدب جيدين لأنهم أسرى لأفكار قديمة ونمطية تجعلهم يستجيبون للحافز الأيديولوجي أكثر من استجابتهم لدواعي الإبداع، عموما سنرى. توقعاتك للمشهد الفني بعد الثورة هل ستختلف الأوضاع إلى الأفضل أم الأسوأ أم ستبقى كما هي ؟ اولا الثورة لم تنته بعد ولا يجب ان تنتهي قبل أن يشعر المواطن المصري بتغييرات جذرية في حياته، فما معنى الثورة إذا بقيت العدالة الاجتماعية غائبة؟ ما معنى الثورة إذا لم نحقق التحرر الشامل والاستقلال الحقيقي والتقدم والتنمية الملموسة؟ الثورة عملية اجتماعية وسياسية وثقافية متكاملة ولكنها ممتلئة بالفوضى وبالتناقضات ولا يمكن الحكم عليها الا بعد اعوام من حدوثها، والفن جزء لا يتجزأ من أي ثورة سواء كان مواليا لها ام معاديا، وعموما أنا متفائل بجيل جديد من المبدعين الشباب، مصر ولادة وشعبنا مبدع وستكون هناك ثورة فنية مصاحبة للثورة الأم.. المهم أن تنتصر الثورة نفسها اولا وتسحق جميع أعدائها قبل أن يسحقوها ويسحقونا. أثار تصريحك لجريدتي الجمهورية واليوم السابع بشأن تأجيل الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي جدلا .. فماذا تقصد ب " كان مهرجان تعبان و راح لحاله عايزين مهرجان يكسب احترام العالم " هل فزت بجوائز منه من قبل ؟ وإذا فزت بجائزة منه في الدورة القادمة هل ستقبلها ؟ - مصر قادرة على صنع مهرجانات أقيم بكثير من مهرجاناتها السينمائية والتلفزيونية والمسرحية المعروفة وغالبيتها لا تتعدى في رأيي الاحتفاليات التي تفتقر للانضباط الفني والتنظيمي، وحينما تكرمني أي جهة فأنا عادة أرحب بالتكريم الا لو كانت لدي أسباب قوية للرفض وهي لا تنطبق على مهرجان القاهرة رغم انتقاداتي له الا لو سمح باستضافة إسرائيل أو قام بالترويج لسلطة قمعية او أفكار عنصرية. يأخذ عليك الكثير من جمهورك في الفترة الأخيرة إصابتك بداء الغرور الذي يصيب النجوم وتحولك تحولا شديدا في طريقة ردودك .. فما تعليقك ؟ - نحن بشر وجميعنا معرضون للأخطاء والتجاوزات ومن عادتي ان أعتذر علنا لكل انسان أخطأت في حقه ولكني أظن أنها شكاوى في غير موضعها الحقيقة. فطبيعتي الحادة التي لا تقبل القمع ولا الظلم لا تقبل أيضا حزمة من المفردات المصرية التي تضايقنا جميعا كالتناحة والتناكة والمُحن والسماجة والاستسهال والتراخي.. الخ والتي تحتاج منا لثورات متكررة لمحوها واستبدالها بقيم مصرية اكثر أصالة كخفة الدم والطيبة والتعاون والحساسية ومراعاة الاخر مثلا. وهذه طبيعتي التي لم تتغير قبل وبعد ان أكون مشهورا والمقربون مني يعرفون ذلك جيدا ويمكن سؤالهم. أنا لا زلت اتفاعل مع الناس مباشرة من أول الفعاليات الجماهيرية في الشارع وانتهاء بالفيسبوك، ولكن ظروف عملي لا تتيح لي الوقت ولا البال للرد على كل التليفونات في كل الاوقات ولا للاستجابة لكل الدعوات ولا الترحيب بالاستظراف في غير وقته. وسوف اعطي مثالين يوضحان ما أقصد: الأول طلبت علنا من جميع من يريدني في عمل سواء كان يريد عرض سيناريو علي او يريد اجراء مقابلة اعلامية ان يتصلوا بي من خلال تليفون وايميل المكتب فقط المعلنين بالموقع ومع ذلك ظلوا ينغصون علي حياتي ويتصلون في كل الاوقات ويحرموني النوم والتركيز في العمل حتى اضطررت لتغيير رقمي الشخصي الذي صاحبني من عام 1996. والمثال الثاني كان والدي في غرفة الانعاش بدار الفؤاد وكنت في حال سيئة ومع ذلك كل عشر دقائق يأتي من يقول لي: ممكن نتصور سوا؟! أنا شخص صريح وطبيعتي صارمة.. أحب الجد وقت الجد والمرح وقت المرح ولا أنافق احدا حتى لو كان شخصا يحبني طالما انه لم يراعني ويقدر احتياجاتي المنطقية. لم أتغير ولم أصبح مغرورا ولا متكبرا ولكن وقتي ضيق ولا أرحب بمن لا يحترمني ويحترم طبيعة عملي أو رغباتي الشخصية المعلنة والمشروعة.