في الحلقة الثالثة والأخيرة له مع المذيع محمد كريشان على قناة الجزيرة.. تطرق الكاتب الصحفى المخضرم محمد حسنين هيكل إلى عدة قضايا سياسية تثير التساؤلات كان أبرزها المتغيرات السياسية فى مصر بعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة واختزال الحياة السياسية بمصر فى شخص واحد وموقفه من الدكتور البرادعى فضلا عن دور الإخوان المسلمين فى الحياة السياسية. وأكد الكاتب هيكل، أن الأوضاع السياسية في مصر وصلت إلى الخاتمة، بعدما بلغ الرئيس مبارك عامه ال83 من العمر والذي قضى منها 30 عاما في الحكم، وأنه لو ترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة سينهيها وقد بلغ التسعين من العمر، وهذا فوق طاقة البشر - حسب وصفه. شرعية انتهت!! وأضاف إلى أن شرعية النظام الحالي انتهت ، وهي الشرعية التي استمدها من ضرورة استقرار البلاد عقب وفاة الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، مؤكدا أنه من الخطأ الظن بأن شرعية ثورة 23 يوليو ظلت قائمة خلال الخمسين السنة الأخيرة، مؤكدا أن هذه الشرعية انتهت بحرب أكتوبر، وحلت محلها شرعية النصر، والتي بدورها انتهت في بتوقيع عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي واغتيال السادات، في حين جاءت شرعية الرئيس مبارك من الخطر الذي أعقب اغتيال السادات وكان عليه أن يضع البلد في حالة استقرار بعد حادث شديد الخطورة، إلا أن هذا الاستقرار طال أكثر مما ينبغي. انتخابات تفصيل!! وعن تقييمه للانتخابات البرلمانية الأخيرة، أشار هيكل، إلى أنها انتخابات "تفصيل"، أجراها النظام كما يحلو له، ولم تكن بها منافسة حقيقية، وإنما كانت كل القوى السياسية التي دخلت البرلمان نتيجة لها هي تعبير عن النظام الحاكم وسلطة الدولة، ومؤكدا أن الحزب الوطني لم يرشح منافسين، وإنما اختاره بعض أصحاب النفوذ ليترشحوا من خلاله، حتى أن الحزب، ولكي يخرج من مأزق رغبة أكثر من شخص للنزول تحت اسمه، أن شرح أكثر من مرشح على المقعد الواحد. فكرة أبدية!! وفي رده على سؤال كريشان، حول اختزال مصر في فرد واحد بعد مرور ستين عاما على ثورة يوليو، رغم كل ثقلها التاريخي والثقافي والفكري، أجاب هيكل، أن فكرة الاختزال في الفرد، موجودة في مصر قبل ثورة يوليو، حيث كان الناس يختزلون الحياة السياسية في سعد زغلول ومصطفى النحاس، مشيرا إلى أن هذه الروح ازدادت بقوة شخصية عبد الناصر والذي التف حوله الوطن العربي بأكمله وليس الشعب المصري فقط، في حين أنها تكرست بشكل كبير في عهد الرئيس مبارك الذي قضى في الحكم زهاء الثلاثين عاما متواصلة، وهذا يخالف فكر الأنظمة الجمهورية، وغير مسبوق في أي بلد في العالم، وهو فكرة الأبدية التي يحاول أن يروج لها البعض. وعن قضية توريث الحكم في مصر، أوضح هيكل أن التوريث في الوقت الحالي أصبح صعب جدا، وأن الذين يروجون له بادعاء وجود اختلاف وتطور في أداء الحزب الوطني آخر خمس سنوات، يلغون خمس وعشرون عاما كاملة من حكم مبارك وهم لا يشعرون، مما يسيء للنظام بأكمله، مؤكدا أن النظم الجمهورية لا يجوز فيها الحديث عن مثل هذه الأفكار، كما أن الرئيس مبارك يقول أنه لا يريد أن يورث الحكم لابنه جمال. خطأ الإخوان!! وقال هيكل، أن بحر السياسة في مصر والعالم العربي أصابه الجفاف وأصبح تحكمه السلطة والمال، بعدما ماتت فكر الخدمة العامة والعمل من أجل المجموع، ونحن في حاجة لإعادة ملء هذا البحر لنتمكن من السباحة فيه من جديد. وعن موقفه من الدكتور محمد البرادعي ودعوته للتغيير، أكد هيكل، أن رفضه الانضمام إلى الجمعية الوطنية للتغيير راجع إلى عدم اقتناعه بالانضمام إلى أي حزب أو جهة، حيث يؤمن أن قيمة ما يقوم به هو إبداء رأيه، مشيرا إلى أنه سيؤيد أي فكرة تستطيع الاستمرار ويكتب لها النجاح، وألمح إلى أن المهمة أكبر من الالتفاف حول شخص واحد. وعمن يمكنه قيادة مشروع بديل في الفترة المقبلة، أشار هيكل إلى أننا في حاجة لخلق من يمكنه القيام بهذا الدور، عن طريق إحداث تغيير في الفكر المصري، حتى نمنح جميع الناس الأمل، موضحا أننا في حاجة إلى أن يتقدم الجميع للعب هذا الدور، وحتى ولو جاءوا من المجهول، مع العلم بأن مصر مليئة بالكفاءات، ويجب علينا إيقاظ هذه النماذج، مؤكدا أن وجود هواء نقي غير ملوث في الحياة السياسة سيدفع كل التيارات للتعبير عن نفسها، حتى الأحزاب السياسية القائمة ستطور من نفسها. وعن قوة ودور جماعة الإخوان المسلمين، أكد هيكل، أن الإخوان أخطأوا عندما استخدموا شعار "الإسلام هو الحل" في دولة بها حوالي 15% من الأقباط، وبالتالي فإن كان الإسلام هو الحل لبعض سكان الدولة فهو ليس كذلك في نظر الآخرين.