باريس : - قالت مصادر فرنسية ان الاجهزة الامنية كافة وضعت في حالة تأهب قصوى في ظل ما وصفته بالتهديد الإرهابي "الجدي"، وذلك تعقيباً على الشريط الصوتي الذي هدد فيه، زعيم تنظيم القاعدة، اسامة بن لادن، الحكومة الفرنسية من مغبة إبقاء قواتها في أفغانستان، وعاقبة "اضطهاد المسلمين،" على أراضيها . تهديد جدى وجاء الموقف الفرنسي على لسان وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفو الذي قال في جلسة في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) "إننا نعرف ذلك، التهديد (الإرهابي) جدي والتيقظ تام".وأضاف الوزير الفرنسي "عملا بالمعلومات التي لدينا الآن، فإن هذه التصريحات لا تؤدي إلا إلى تبرير إبقاء تحركنا في مواجهة الإرهاب" مع خطة أمنية تبقى عند درجة "الأحمر" وهي آخر درجة قبل مستوى الخطر الوشيك.وفي وصفه للإجراءات المتخذة حاليا، أوضح أورتفو "أن الأجهزة تعمد إلى عمليات تحقق للتأكد من صحة التصريحات المنسوبة إلى بن لادن".وقال "لنفترض أنها صحيحة، فهي لن تؤدي في الواقع إلا إلى إدراجها في سياق مواصلة التهديدات المختلفة التي صدرت حتى الآن ضد بلدنا ورعايانا سواء في الخارج أو في فرنسا". اعتداء وشيك وتطرق أورتفو خصوصا إلى إمكانية حصول اعتداء "وشيك" في فرنسا من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تبنى عملية خطف خمسة فرنسيين وتوغولي ومدغشقري في أرليت شمال النيجر في السادس عشر من الشهر الماضي. ضعف وهشاشة وقال لونكل، العضو في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي، في تصريح لإذاعة "آر تي أل" RTL الأربعاء: "يجب أن نأخذ الرسالة بجدية، وفي الوقت نفسه متابعة ازدراء هؤلاء الإرهابيين."وأضاف قائلاً: "يجب علينا أن نقف معاً في مختلف أنحاء فرنسا، مهما كانت الظروف ومهما كان الاختلاف فيما بيننا."أما عضو البرلمان الفرنسي، ليونيل لوكاس، فأعاد التأكيد على ضرورة "أن نتعامل مع هذه التهديدات بجدية، وألا نتراجع." وتابع يقول: "كلما كنا ضعفاء، أصبحنا أكثر هشاشة ورهائن لهؤلاء الإرهابيين.. لذلك علينا أن نظل صامدين بثبات، وأن نعرف أن الصلابة قد تكون صعبة ومؤلمة في بعض الأحيان." الفنادق هدف محتمل على صعيد آخر، قال منسق جهود مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرشوف إن الفنادق هدف محتمل "للإرهابيين" وإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تكثيف التعاون مع مسؤولي هذه الصناعة لتفادي هجوم آخر على غرار هجمات مومباي.وقالت مصادر أمنية إن هذه التحذيرات اعتمدت على معلومات مخابراتية عن "مؤامرة" مرتبطة بالقاعدة لشن هجمات على مدن أوروبية على غرار هجمات مومباي في الهند 2008 التي استهدفت فنادق فاخرة وأسفرت عن مقتل أكثر من 170 شخصا زواعتبر كيرشوف أن تبادل المعلومات بدرجة أفضل هو أحد الحلول الممكنة، مشيرا إلى تعاون الوكالات الأمنية البريطانية مع الشركات الخاصة في منشآت البنى التحتية الرئيسية خاصة أن لندن ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في 2012.وحذرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا في وقت سابق هذا الشهر من زيادة احتمالات وقوع هجمات في أوروبا، وقالت واشنطن إن تنظيم القاعدة قد يستهدف البنى التحتية لقطاع النقل. ضرب الرقاب وكان بن لادن، قد قال فى التسجيل الذى نسب اليه : "إن كنتم قد تعسفتم ورأيتم أن من حقكم منع الحرائر من وضع الحجاب، أليس من حقنا أن نخرج رجالكم الغزاة بضرب الرقاب."وأضاف في رسالة صوتية موجهة للشعب الفرنسي، ولم يظهر فيها المتحدث: "لا يستقيم أن تشاركوا في احتلال بلادنا وقتل نسائنا وأطفالنا ثم تريدون العيش بأمن وسلام."ومضى يقول، وفقا لما نقلته القناة القطرية، "المعادلة يسيرة وواضحة.. فكما تَقتلون تُقتلون... السبيل لحفظ أمنكم هو برفع جميع مظالمكم وآثارها عن أمتنا وأهمها انسحابكم من حرب (الرئيس الأمريكي السابق جورج) بوش المشؤومة في أفغانستان." يشار إلى أن آخر أخطر الهجمات التي عرفتها أوروبا، وقعت في يوليو/تموز 2005، واستهدفت قطاع النقل في لندن مسفرة عن مقتل 52 شخصا، كما قتل 191 شخصا في هجمات على قطارات في مدريد في مارس/آذار 2004. المصدر : وكالات