قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي ان مفتاح حل الأزمة في مصر لا بد أن يمر بالسياسة، فى حين يظل الحل الأمنى بمثابة "القفل" الحقيقى الذى يسد الأفق ولا يفتحه، مشيرا إلى ان المصالحة بديهية باتت من مسلمات العصر ورفضها يستدعى العنف ويشجعه. وأضاف في مقاله المنشور بجريدة الشروق اليوم الثلاثاء ان المجتمع المصري يعيش حالة من التسمم الفكري وان الأجواء المخيمة على الشارع المصرى فى الوقت الراهن أصبحت تشكل إحدى العقبات التى تحول دون استعادة الرشد السياسى والسلم الأهلى، فى الأجل المنظور على الأقل. وأوضح هويدى ان مؤيدي الحكم العسكري يتبارون في ذكر مناقبه بعد ان كان هتاف يسقط حكم العسكر مدويا، كما ان اقلام عديدة أصبحت تعد ثورة 25 يناير نكسة، وبات الاقتراب من ملف تطبيق الديمقراطية ذريعة للاتهام بالعمالة الطابور الخامس. وتابع : أما أم الخطايا والجريمة التى لا تغتفر الآن فهى الحديث عن المصالحة الوطنية. وهى الدعوة التى أطلقت عاصفة من السعار والغضب الوحشى فى أوساط بعض الكتاب ورسامى الكاريكاتير الذين اعتبروها ردة وتدنيسا لصفحة انتفاضة 30 يونيو، وكفرا باستحقاقات الانتماء الوطنى. وأشار الى ان هناك عاملان ساهمأ في تسميم الأجواء وسد أفق الحل السياسي، أولهما تصاعد الخطاب المعارض للإخوان المسلمين إلى درجة تسويغ مختلف إجراءات الإقصاء والقمع، وتبرير انتهاكات حقوق الإنسان بحقهم اما العامل الثاني فهو قيام وسائل الإعلام بدورها فى التعبئة والتحريض وتهيئة الأجواء المناسبة لكسب المعركة والقضاء على "العدو" المفترض، ووظفت قدراتها لغسل أدمغة الناس وتغييب وعيهم. وقال هويدي ان هناك أطرافا أربعة تعارض الحل السياسى، وتحرص على استمرار انسداد الأفق، من خلال المراهنة على جدوى الحل الأمنى وفاعليته، وهى الجناح المتطرف فى المؤسسة الأمنية، المنحاز إلى القمع والاستئصال، ودعاة الفاشية فى أوساط النخبة، من غلاة العلمانيين وأغلبية المثقفين المحترمين والتيار الغالب بين الكتاب والصحفيين، وأركان نظام مبارك والمنتفعون به، بالإضافة إلى القوى الإقليمية التى سارعت إلى مساندة النظام الجديد، وهى التى لا تعرف غير الحلول الأمنية فى التعامل مع الناشطين والمعارضين بين شعوبها