دموعُ المظلومينَ هيَ في أعينهم مجرد دموع ولكنّها عندَ اللهِ صواعقٌ يُضرَبُ بها الظالمين فاثبتوا، هذه هي العبارة التي لاقت بها الشهيدة رفيدة سيف، ربها لحظة استشهادها، كما ترويها إحدى صديقاتها، والتي كانت معها منذ بداية المسيرة وحتى استشهادها في الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر على أيدي قوات الانقلاب العسكري. ورصد فيديو على بوابة القاهرة اللحظات الأخيرة للشهيدة رفيدة الطالبة بالفرقة الثانية بكلية صيدلة بني سويف، ترويها صديقتها والتي لازمتها منذ بداية المسيرة وحتى لحظات استشهادها، وقالت: كنا نسير في المسيرة نردد الهتافات الحماسية المناهضة للانقلاب العسكري الدموي، حتى وصلنا عند أصالة، ففوجئنا بطلقات الغاز المسيل للدموع والطلقات الحية والخرطوش تصوب تجاه المسيرة، فتفرقنا جميعا، ثم تجمعنا مرة أخرى عند الجزيرة، واستمرت المسيرة حتى وصلت إلى أرض الحرية. واستمرت الصديقة في الحديث ودموعها تغلبها وقالت اقترب آذان المغرب وكنت والشهيدة رفيدة صائمتين، ذهبنا لشراء ما نفطر عليه من إحدى الشوارع الجانبية، إلا أن مدرعتين فاجأتنا بإطلاق نيران شديد تجاه المجموعة التي كانت في هذا الشارع، اختبأنا خلف المنازل إلا أن نيران المدرعة اخترقت الحائط الذي نختبئ خلفه، فجذبتني أختي من الخمار وانبطحت على الأرض، ونظرت خلفي على رفيدة فوجدتها ملقاة على الأرض، وأخذت في الصراخ أقلب فيها وأنادي عليها "انت صاحية يا رفيدة صح أنت صاحية" وبجوارها اختها تحملها بين أحضانها، إلا أن أحد الشباب اقترب منها ووضع يديه على وريد الرقبة وقال إنا لله وإنا إليه راجعون.. لقد استشهدت رفيدة، وقام الشباب وسط إطلاق النيران بحملها على أيديهم لمدة نصف ساعة كاملة لم يجدوا أي سيارة إسعاف أو موتوسكيل أو عجلة يحملونها عليها. وأضافت الصديقة أنه في نفس اللحظة التي استشهدت فيها رفيدة سقطت أيضا هالة أم رفيف، والتي كانت تقول لي: "سوف استشهد قبلك" فعلا سبقتني إلى الجنة ومكتوب على صدرها لافتة "شهيدة الشرعية". ويبدو أن الصديقة كتب عليها أن تفارق الكثير من أحبابها في هذا اليوم على أيدي قوات الانقلاب العسكري الدموي، ففي نفس الوقت استشهد أيضا مدرسها الذي حرص عليها وكان يحذرها من طلقات النيران ويقول لها اختبئي. واختتمت الصديقة كلماتها بنبرات يعلوها الحزن والألم، 3 شهداء سقطوا بجواري ولم نجد من يسعفهم، لا حيلة لنا سوى أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون.