كشفت صحيفة مورنينج ستار البريطانية عن تعامل حكومة المحافظين في بريطانيا مع السيسي ودعمها له وتكشف علاقة ذلك بتمويل رجال أعمال مصريين من عائلة ساويرس ومنصور لحزب المحافظين. وقالت إن مصر يديرها جنرال استولى على السلطة من خلال انقلاب، لذلك حقوق الإنسان في حالة يرثى لها، وهذا لا يمنع حكومتنا من أن تكون صديقة لنظام الجنرال السيسي، والسبب الرئيسي هو أن الحكومة المحافظة تحب التعامل مع البلدان التي يديرها الجنرالات والديكتاتوريون والمستبدون. وذلك باعتراف وزارة الخارجية البريطانية، في تقريرها الأخير عن حقوق الإنسان والديمقراطية الصادر في أكتوبر الماضي، قالت فيه إن “وضع حقوق الإنسان في مصر استمر في التدهور”.. يقولون هنا “قيود على المجتمع المدني وحرية التعبير” و”تقارير واسعة الانتشار عن التعذيب والاختفاء القسري وعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء”. وتحت عنوان “المحافظون يدًا بيد مع الديكتاتور المصري ومؤيديه” إن التبرعات السخية التي يقدمها محمد منصور ونجيب ساويرس لخزائن حزب المحافظين تثير سؤالا حول مسألة المقابل؟! قالت الصحيفة: إن السيسي تمسك بالسلطة من خلال مزيج من بعض التحركات الشعبية والقمع العنيف، رغم أن انقلابه العسكري عام 2013، على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي، المنتمي للإخوان المسلمين والربيع العربي، كان ينطوي على مذابح دموية، كما لم يتوقف القتل. انتقاد للبريطانيين وقال كاتب المقال: إن بريطانيا وجدت أن التعامل مع جنرال أمر رائع. ورغم قول وزارة الخارجية “سنستمر في إثارة مخاوفنا بشأن حقوق الإنسان مع السلطات المصرية في القطاعين العام والخاص”، لكنها في الحقيقة لا تبدو هكذا. واستدلت على عكس ذلك بحديث علني في مؤتمر صحفي كبير حول مصر عندما زار وزير الخارجية آنذاك بوريس جونسون مصر للقاء السيسي في 2017. وعلا صوت “جونسون” قائلاً: “إن المملكة المتحدة صديق قديم لمصر. نحن أكبر شريك اقتصادي لمصر وحلفاء أقوياء ضد الإرهاب والأفكار المتطرفة؛ لأن الاستقرار والسلام والنمو في هذه المنطقة هي حجر الأساس للفرصة والأمن للشعب البريطاني والشعوب في المنطقة”. وأضافت أن وزير الخارجية “المحافظ” لم يذكر حقوق الإنسان المصرية علنًا، وفي القطاع الخاص، ترخص المملكة المتحدة مبيعات أسلحة ضخمة لمصر. تدعو الحكومة البريطانية مصر إلى معارض الأسلحة مثل DSEI؛ حيث يمكنك شراء الأسلحة والدبابات. ودعت أيضًا موظفي الأمن المصريين إلى الأمن والشرطة 2019، وهو معرض تجاري سري تابع لوزارة الداخلية، بحيث يمكن للشركات بيع الأجهزة الأمنية التي تستخدمها الأجهزة للتجسس على الهواتف المحمولة ورسائل البريد الإلكتروني وما شابه ذلك، جميعها معدات مثالية لالتقاط المعارضين. يتمتع المحافظون بتاريخ طويل من دعم وبيع الأسلحة لجنرالات القمع، لذا فهم لا يحتاجون إلى عذر للقيام بذلك، لكن ربما يساعد رجال الأعمال الذين يبدو أنهم يدعمون السيسي بدوره في تمويل حزب المحافظين. دعم منصور وكشفت الصحيفة أنه في يناير الماضي، كانت “Unatrac Ltd.” إينتراك المحدودة، واحدة من أكبر الجهات المانحة لحزب المحافظين ، حيث قدمت 175.000 جنيه إسترليني، واعتبرت الصحيفة أن رقم الدعم مثير للاستغراب لأن أحدث حسابات الشركة في (2017) تظهر أن إجمالي مبيعات Unatrac السنوية في المملكة المتحدة هو 143،389 دولارًا يعادل حوالي 110،000 جنيه إسترليني، لذلك أعطت المحافظين أكثر من كامل المردود السنوي!. أما عن الشركة إينتراك فهي الذراع البريطاني لمجموعة منصور، المملوكة من قبل الملياردير المصري “إخوان منصور” وتشمل إمبراطوريتهم وكلاء السيارات والعقارات وسلسلة السوبر ماركت الرئيسية في مصر. وقالت الصحيفة: “محمد منصور مؤيد قوي للحملة الاستبدادية للتعديلات التي دشنها السيسي”، والتي قال إنها تجعل مصر “أكثر استقرارًا”. وشغل منصور وزيرًا للمواصلات لمدة أربع سنوات في عهد الديكتاتور المخلوع حسني مبارك، ولكنها قدمت نحو 307000 جنيه إسترليني منذ عام 2015. إمبراطورية ساويرس وقال المقال إنه في نهاية عام 2018، كانت أوراسكوم للإنشاء المحدودة في المملكة المتحدة واحدة من أكبر الجهات المانحة لحزب المحافظين – حيث قدمت 150.000 جنيه إسترليني، وبذلك يصل إجمالي تبرعاتها للمحافظين إلى 200000 جنيه إسترليني. أوراسكوم في المملكة المتحدة هي فرع المملكة المتحدة لشركة أوراسكوم الهولندية، والمعروفة سابقًا باسم أوراسكوم كونستراكشن إندستريز (OCI)، والتي تعد جزءًا من إمبراطورية عائلة ساويرس. أسس الملياردير المصري أنسي ساويرس شركة أوراسكوم للإنشاء في الخمسينيات من القرن العشرين؛ ما جعلها واحدة من أكبر شركات المقاولات العامة في مصر.. وضع ساويرس أحد أبنائه، ناصف ساويرس، على رأسها ونقل المقر إلى هولندا. وأضافت أن ساويرس اجتذب مستثمرين كبار آخرين إلى شركة أوراسكوم، بما في ذلك بيل جيتس، لذلك لم تعد شركة عائلية بحتة، لكنهم لا يزالون هم المستثمرون المهيمنون. ووفقًا لحساباتهم، فإن “النشاط الرئيسي” لشركة “OCI UK” هو “الإعلان والعلاقات العامة ومعالجة البيانات” لمجموعة “OCI” الأكبر.. لذا فإن مبلغ 200،000 جنيه إسترليني إلى حزب المحافظين يعتبر جزءا قليلاً من برنامج “العلاقات العامة” بين الطرفين. وأعتبرت الصحيفة أن نفوذ عائلة ساويرس مع الحكومة المصرية دعم انقلاب عام 2013 الذي وضع السيسي في السلطة. وفقًا لمؤسسة توني بلير “فإن انقلاب يوليو 2013 ضد مرسي لم يكن ممكنًا دون دعم واسع من نخبة رجال الأعمال في البلاد، المتمركزين حول مصر”.