في حملته الانتخابية للرئاسة ضد هيلاري كلنتون، كتب أكثر رؤساء أمريكا عنصرية ضد المسلمين في مايو 2016 تغريدة تعليقا على حادث بروكسل قال فيها: “تريد هيلاري البليدة، رغم ما حدث اليوم في بروكسل، إبقاء الحدود ضعيفة ومفتوحة، لتدع المسلمين يتدفقون علينا، لا يمكن أبدا”، ودلالة على عنصريته تجاه المسلمين حتى في مجازرهم قدم ترامب تعازيه للشعب النيوزيلندي بعد المذبحة المروعة في المساجد، وامتنع عن ذكر كلمة “إسلام أو مسلمين”، وهذا خلافا لتغريداته السابقة حين كان الضحايا غير مسلمين. وفي نوفمبر 2018 أثار ترامب غضباً في بريطانيا، عندما أعاد نشر مقاطع مصورة معادية للمسلمين ودخل في جدل علني مع رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، التي انتقدته بسبب ما فعله، وخلال حواره مع الصحفي بيرس مورجان، قال: “إذا كنت تقول إنهم أشخاص رهيبون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك”. وبينما يصف ترامب نفسه بأنه “أقل شخص عنصري” يمكن مقابلته، يؤكد نهاد عوض مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في مؤتمر صحفي في واشنطن، أن ترامب يتحمل المسؤولية عن تزايد جرائم الكراهية، وقال أن “سياسات إدارة ترامب، تنطوي على نوع من الإسلاموفوبيا والعنصرية وتفوق العرق الأبيض”. ترامب الإرهابي وتعليقا على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، قال عوض في المؤتمر الصحفي: “اليوم اقتبس الإرهابي من (أقوال) أقوى رجل في العالم وهو الرئيس ترامب… وأود أن أخاطب السيد ترامب. سيد ترامب.. كلماتك تؤثر وسياساتك تؤثر. إنها تؤثر على حياة أبرياء في الداخل وحول العالم”. وفي وقت سابق، ردت النائبة المسلمة في مجلس النواب الأمريكي إلهان عمر، على مطالبة ترامب لها باستقالتها إثر تصريحات لها اعتبرها ترامب "معادية للسامية"، بالقول إنه تاجر طيلة حياته في كراهية المسلمين واليهود، وقالت إلهان موجهة حديثها لترامب: "لقد تاجرت طيلة حياتك في الكراهية ضد اليهود والمسلمين والسكان الأصليين والمهاجرين والسود وغيرهم". وأضافت متحدثة عن نفسها: "لقد استفدت دروسا من الأشخاص الذين تأثروا من كلماتي، فمتى تفعل ذلك أنت؟". وتعليقاً على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، قالت عمر: “اليوم هو اليوم الذي يذهب فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة”، مضيفة: “أعرف أن هناك دعوة للناس بعدم الذهاب وقلت للناس هذا ما يريده الإرهابيون. علينا ألا نفعل ذلك. إنه فوز لهم. لذا يجب علينا أن نواجه هذه الكراهية والإرهاب بالحب والرحمة، وليس فقط إذا ذهب المسلمون إلى الجمعة اليوم، بل يجب على الجميع أن ينضم إليهم تضامنا”. ترامب معروف بتحريضه ضد المهاجرين وخصوصًا المسلمين منذ بداية حملته الرئاسية، وتوعده بمنعهم من دخول الولاياتالمتحدة كمهاجرين، وفي نوفمبر 2017، أدانت الحكومة البريطانية، قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة نشر تغريدات مسيئة للمسلمين عبر حسابه الشخصي على موقع “تويتر”. ولم يتوقف تحريض ترامب ضد المهاجرين المسلمين على الولاياتالمتحدة، بل دعم الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا، وأعاد ترامب نشر تغريدات تتضمن مقاطع فيديو مسيئة للمسلمين، نشرتها جايدا فرانسن، نائبة رئيس حركة “بريطانيا أولا” اليمينية المتطرفة. عنصرية ضد العرب والمسلمين يقول الكاتب الصحفي عبد الله العيسى، رئيس تحرير صحيفة دنيا الوطن :” من المؤكد، أن الشخص الذي أشار إلى الرئيس الأمريكي ترامب بأنه يُدلي بتصريحات عنصرية ضد العرب والمسلمين، ومن ثم ضد الفلسطينيين في قضية القدس، قد أساء لترامب، وللشعب الأمريكي، وللعالم العربي، والاسلامي، حيث إن الإرهابي الذي قام بارتكاب مجزرة المسجدين في نيوزيلاندا، قد اعترف في بداية كلامه وعلناً، أنه متأثر بتصريحات ترامب ضد العرب والمسلمين، وأن ترامب سيعيد الاعتبار للعنصر الأبيض في العالم”. مضيفاً:”وحتى الآن لم يصدر عن الرئيس الأمريكي أي تعليق على هذا الحادث الإجرامي في نيوزيلاندا، وتجاهلت بعض الأوساط ردود فعل لحركات إسلامية، أو إسلاميين على حادثة مجزرة المسجدين والتي ذهب ضحيتها 49 مصلياً في يوم الجمعة”. ويوضح:” الحقيقة أن الموقف التركي وعلى رأسه الرئيس أردوغان، كان من أقوى المواقف في التنديد بهذه المجزرة، وما نخشاه الآن أن يوصلنا جنون ترامب وعنصريته إلى رد فعل إسلامي على يد حركات إسلامية في مصر أو أوروبا، ضد كنائس للمسيحيين، وفي هذه الحالة، يتحمل ترامب مسؤوليته عن تصريحاته ضد المسلمين”. وختم بالقول : “صحيح أن الحركات الإسلامية في حالة ضعف، ولكن ما زال لديها أظافر ومخالب، ولا نشجعهم على استهداف الآمنين من مسيحيين وغيرهم، ولكن نأمل أن تكون الحادثة نقطة تحول كي يُعيد الرئيس الأمريكي النظر في مواقفه العنصرية تجاه العالم الإسلامي، والشعب الفلسطيني، لأن استمراره في العنصرية، ستؤدي إلى كوارث”. السيسي وترامب العديد من الخبراء والمحللين أكدوا أن أكثر الأسماء تشابهًا وتطابقًا في كثير من الأحيان مع العنصري ترامب، هو جنرال إسرائيل السفيه السيسي، وهو ما يحل لغز العلاقة الحميمية بين الشخصيتين والتي تبلورت بصورة واضحة خلال سنوات الانقلاب ضد الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد. أول أوجه التشابه بين الجانبين، نظرتهما للإسلاميين بمختلف توجهاتهم، لا سيما الإخوان المسلمين، فالإسلاميون في نظر ترامب هم الإرهابيون المتطرفون، وذلك حسبما صرح في كثير من المواقف، إضافة إلى مطالبته بقتلهم جميعًا، ومنعهم من دخول أمريكا، وهو ما قوبل حينها بموجة غضب عارمة من المصريين بصفة خاصة. ففي خطاب ألقاه ترامب بنيويورك في أواخر يونيو 2016 لتحديد سياسته الخارجية، وصف المرشح الجمهوري الإخوان المسلمين بالجماعة “المتطرفة”، متهمًا هيلاري كلينتون بدعمها للصعود على السلطة على حساب مبارك، وطالب بطرد العناصر الإخوانية من الولاياتالمتحدة وتمرير قانون يعتبر الجماعة منظمة إرهابية. وفي المقابل نجد السفيه السيسي من أكثر المناهضين للتيارات الإسلامية بصورة عامة في مصر والشرق الأوسط، حيث اعتمد من البداية على العزف على وتر إرهاب التيارات الإسلامية، خاصة جماعة الإخوان، التي خطط للغدر بها منذ توليه وزارة الدفاع على يد الرئيس محمد مرسي. السفيه السيسي يعتبر الإخوان والتيارات الإسلامية هم “رمانة الميزان” في حكمه، والمقوم الأول الذي يكسبه تعاطف وتأييد الشعب لا سيما بعد فشله في تلبية الحد الأدنى من تطلعات المواطنين في ظل ارتفاع جنوني للأسعار وديون داخلية وخارجية كارثية، والاعتماد على الاقتراض من الجميع دون وجود رؤية أو خطة تعطي بصيصًا من الأمل في مستقبل أفضل حالاً من الواقع المعاش الآن. شماعة جنرال إسرائيل السفيه السيسي التي وظفها بصورة رائعة لتعليق أخطائه وفشله، يقابلها شماعة ترامب العازفة على وتر إرهاب الأمريكيين والخوف من المد الإرهابي الإسلامي، كانت كفيلة أن يخرج الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا.