من غباء الانقلابيين اعتقادهم أن ابتزاز وشراء ذمم الإعلاميين المصريين، وغلق القنوات المؤيدة للشرعية سيمكنهم من امتلاك الحقيقة والسيطرة على الرأى العام. فهم يجهلون قوة الإنترنت والإعلام الجديد والهاتف الجوال. فكل مواطن أصبح صحفياً وإعلامياً بفضل انخراطه فى المظاهرات والأحداث مباشرة، وامتلاكه هاتفا محمولا يمكنه أن يصور الوقائع والأحداث من زوايا مختلفة، كما يمكنه بثها على مواقع التواصل الاجتماعى مباشرة وإتاحتها للآخرين لتداولها والتعليق عليها. فقتل عدة صحفيين وسجن العشرات منهم لن ينال من القوة الإعلامية لأنصار الشرعية. فالملايين التى تؤيد الشرعية كلها صحفيون بفضل المحمول الذى فى أيديهم. لذلك فضح المواطنون الصحفيون مؤامرة الغدر باللواء نبيل فراج شهيد كرداسة، كما فضحوا انتهاكات الانقلابيين فى فض اعتصامات رابعة والنهضة والحرس الجمهورى ومسجد الفتح، وجمعوا من الأدلة الكافية لمحاكمة الانقلابيين على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية. وبفضل "يوتيوب" و"رسالة تيوب" وغيرها ستظل هذه الأدلة والصور والفيديوهات فى متناول الأفراد فى جميع أنحاء العالم، بخلاف القنوات التليفزيونية التى يتم التحكم فيها مركزيا. فهذا النوع من الإعلام التفاعلى والشعبى والمجانى هو إعلام وطنى هدفه الحقيقة ولا يتحيز للسلطة ولا لأصحاب المال ولا لمن يدفع المرتبات أو يمول الإعلانات. الانقلابيون لا يستطيعون السيطرة على المعلومات التى يتم تداولها على الشبكة العنكبوتية، وكل ما يمكن فعله هو تكذيب الخبر. فبحسب موقع الإحصاءات العالمية للإنترنت، وصل عدد المصريين المتصلين بالإنترنت نحو 30 مليون فرد، وأكثر من 12 مليون عنده حساب على "فيس بوك". وهؤلاء هم نخبة مصر ومثقفو مصر. أضف إلى ذلك أن ملايين المصريين فى الخارج وأنصار حقوق الإنسان، والأحرار فى العالم يضيفون إلى هذا الفضاء الإعلامى بتعليقاتهم أو تداول المعلومات أو إعادة إنتاجها بصورة أفضل. كما أصبح الفضاء الإلكترونى أرشيفاً عالمياً متاحاً فى كل زمان ومكان لمن أراد أن يسترجع المعلومة أو يحللها أو يترجمها أو يربطها بحدث معين أو يستخدمها فى الأبحاث العلمية والتأريخ، ومقارنة الرواية الرسمية بالرواية الشعبية والوطنية التى تأتى من الميدان فى صورة نقية ومباشرة دون تحرير أو إخراج أو تلوث. فمثلاً يتم على نطاق واسع تداول والتعليق على مقاطع توضح سقطات السيسى فى خطاباته، ورجوعه عن وعوده وتعهداته السابقة، وهذا لا يتم إطلاقاً فى الإعلام الرسمى، لذلك أنصح الانقلابيين أن يجرموا حمل الهاتف المحمول وأن يقطعوا شبكات الهاتف والإنترنت إذا أرادوا السيطرة على الرأى العام وامتلاك الحقيقة المطلقة. _________ خبير اقتصادي