كشفت الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن شبكة متطرفة تنتمي للمعسكر المعادي للمسلمين، كانت تخطط لتنفيذ أكبر عملية إرهابية وسط تجمع للمسلمين في نيويورك، وإلصاق التهمة بالمسلمين، من خلال استغلال الحرب التي تلصق تهمة الإرهاب بكل ما هو مسلم. واعتقلت السلطات الأمريكية أربعة أمريكيين بتهمة التخطيط لشن هجوم بالقنابل والأسلحة ضد تجمع للمسلمين في ولاية نيويورك. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية ” بي بي سي” أن السلطات الأمريكية، وجهت للمشتبه بهم تهمة حيازة قنابل محلية الصنع وأسلحة نارية، والتخطيط لمهاجمة مؤسسة إسلامبيرج، التي أسسها رجل دين باكستاني في الثمانينيات في بلدة هانكوك بمقاطعة ديلاوير. وتم الكشف عن المؤامرة بعد تلقي معلومات من طالب بالمدرسة. الرئيس الأمريكي وقالت “بي بي سي” إن مجتمع إسلامبيرج أصبح هدفا لمن يتبنون نظرية المؤامرة في الولاياتالمتحدة، لأنهم يعتبرون هذا التجمع “معسكرا لتدريب الإرهابيين”. وأضافت أن ثلاثة بالغين من المتهمين سيمثلون أمام المحكمة، اليوم الأربعاء، وهم أندرو كريسيل، 18 عاما، وفينسنت فيتروميل، 19 عاما، وبريان كولانيري، 20 عاما، وجميعهم يواجهون اتهامات جنائية بحيازة أسلحة والتآمر. وبينهم أيضا فتى مراهق، 16 عاما. كانت هذه المجموعة قد طالبت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع المسلمين من دخول أمريكا وهو ما اثار عاصفة انتقادات بين الجمهوريين. 3 عبوات ناسفة فيما نقلت عن المحققين إن المجموعة التي تتخذ من مدينة جريس، شمال غربي الولاية مقرا لها، صنعت على الأقل 3 عبوات ناسفة باستخدام شريط لاصق وأوعية كبيرة وأسطوانات تحتوي على مسامير ومقذوفات أخرى. وأكدت الشرطة أنه تم العثور على هذه العبوات في منزل مراهق عمره 16 عاما. كما تم العثور على 23 قطعة سلاح في مواقع مختلفة. ونقلت “بي بي سي” عن باتريك فيلان، رئيس شرطة مدينة جريس، إن التحقيق بدأ على إثر معلومات جاءت من طالب سمع تعليقات عن المخطط من طالب آخر، 16 عاما، في المدرسة يوم الجمعة. ويقع هذا التجمع الإسلامي غربي جبال كاتسكل، بالقرب من مدينة بنجامتون. واستقرت مجموعة من الأمريكيين الأفارقة بصورة أساسية في هذه المنطقة هربا من الجريمة والازدحام في مدينة نيويورك. نظرية المؤامرة ويصف السكان المحليون المجتمع بأنه سلمي وودود، لكن وسائل الإعلام اليمينية المتشددة التي تروج لنظرية المؤامرة مثل “إنفوورز” تزعم أنها معسكر تدريب للمتشددين الإسلاميين، وهي اتهامات لا أساس لها. وقضت السلطات عام 2017 بسجن روبرت دوجارت، من تينيسي، بتهمة التآمر لإحراق مسجد المجتمع قبل عامين. وفي عام 2015، هدد رجل من أريزونا يدعى جون ريتشيمر، هذا المجتمع الإسلامي بمواجهة مسلحة. وزادت حدة اليمين المتطرف في الولاياتالمتحدةالأمريكية مجددا، وجاء انتخاب الرئيس دونالد ترامب حافزا لهذه الفئة المتطرفة للتمدد، خصوصا أن “ترامب” كان مرشحها في الانتخابات. أفكار عنصرية ترامب نفسه جاهر بأفكار عنصرية رفضها المثقفون والمتنورون في أمريكا والعالم منذ الوهلة الأولى، ولكن تلك الفئة الشعبوية العنصرية التي جاءت بترامب ظنت أن الأمور قد دانت لها، وبدأت تكشر عن أنيابها وأحقادها التاريخية على الملونين والمسلمين وغيرهم من المختلفين عنهم. ورغم أن الشعبوية و”اليمين المتطرف” تلقوا هزائم فادحة في عدة دول أوروبية كفرنسا، أعادتهم إلى حجمهم الطبيعي، إلا أن الوضع في أمريكا كان مختلفا، خصوصا مع التصريحات العنصرية للرئيس الأمريكي الحالي الذي جاء به اليمين المتطرف إلى سدة الرئاسة.