قالت دراسة تبحث في الأسباب والتفسيرات وراء عزل اللواء خالد فوزي، مدير المخابرات العامة الذي تمت إقالته قبل نحو أسبوعين، إنه أيا كان تفسير أسباب الإقالة؛ فالمحصلة النهائية هي قيام السيسي بالعمل على إعادة بناء اتفاقه الضمني مع المؤسسة العسكرية والأمنية بقواعد جديدة وربما نتيجة ذلك الاتفاق قام المجلس العسكري بالتنكيل بالفريق سامي عنان بعد ترشحه للرئاسة. وأضاف الباحث محمود جمال في دراسة بعنوان "مصر: ما وراء إقالة رئيس المخابرات"، نشرها "المعهد المصري للدراسات" أن السيسي يسعى لفرض المزيد من الهيمنة عل كل مفاصل الدولة، وهذا لن يتحقق دون السيطرة على كل الأجهزة الأمنية والمعلوماتية والعسكرية. 5 أسباب للإقالة وقدمت الدراسة عدة تفسيرات للإقالة على رأسها "التواصل مع مرشحين محتملين"، وبنىت ذلك على ما ذكرته مصادر أن موالاة جهاز المخابرات العامة للفريق سامي عنان هي أحد أسباب إقالة "فوزي"، حتى يأمن السيسي دور المخابرات العامة في مرحلة (مسرحية الانتخابات الهزلية). ونسب إلى مصادر أخرى أن "فوزي" يقف وراء الدفع بسامي عنان في اللحظات الأخيرة لخوض "الرئاسية". ووفق المصادر، فإن خالد فوزي كان يدفع في اتجاه التغيير من داخل المؤسسة العسكرية، وإحلال «شفيق» أو «عنان» بدلا من «السيسي»، في محاولة للخروج بالبلاد من النفق المظلم. ورصدت مصادر أخرى وقوف جهاز المخابرات العامة وراء حملة جمع التوكيلات للفريق سامي عنان في بعض المحافظات. ويرى البعض أن السبب الأساسي في استياء جهاز المخابرات العامة من السيسي، سياساته تجاه الجهاز للسيطرة عليه بشكل تام والذي أقال بسببها خلال 3 سنوات 119 مسئولا من الجهاز، بينهم قيادات رفيعة، ووكلاء لرئيس الجهاز، بالإضافة إلى سحب الكثير من اختصاصاته، وتقزيم دوره لصالح المخابرات الحربية. التسريبات سبب مهم وأشارت الدراسة إلى أن بعض المحللين رأوا أن جهاز المخابرات العامة هو من يقف وراء التسريبات التي ظهرت في يناير 2018 تفضح توجيهات المخابرات الحربية للأذرع الإعلامية، وأن قرار إقالة اللواء "فوزي" في ذلك التوقيت جاء بسبب وقوفه واتهامه بأنه هو من يقف خلف تلك التسريبات التي تحرج النظام، ورغم النفي المصري لهذه التسريبات، لكن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أكدت صحتها، ورأى "وني بن مناحيم"، خبير صهيوني أن هذه التسريبات تقف وراء استبعاد خالد فوزي من المخابرات العامة. إحكام سيطرة ورأى الباحث في تفسيره الثالث أن السيسي يسعى للسيطرة على جهاز المخابرات العامة، وهو الآن في مرحلة ما قبل الانتخابات للسيطرة عليها، بشكل مباشر قبيل توليه الفترة الثانية من الحكم، وأن تعيين اللواء عباس كامل الذراع الأيمن له من خارج الجهاز لكي يصبح الرجل الأول داخل جهاز المخابرات العامة، وأن تكون إداراته المباشرة من خلال الدوائر القريبة منه، وأنه لم يثق في أي قيادة كبري داخل الجهاز تكن له كل الولاء، وان خطوة نقل محمود السيسي إلى مكتب رئيس الجهاز الجديد هي خطوة مبدئية ليكون لاحقا علي رأس الجهاز، فيحضر "محمود"-حسب مصادر- جميع الاجتماعات المهمة التي كان يحضرها "فوزي" وقت رئاسته لجهاز المخابرات العامة منذ أوائل عام 2014. العامة والحربية وفي تفسيره التالي رأى أن عزل خالد فوزي يعود لخلافات بين المخابرات العامة والحربية، وتفاقم صراعات بين الأجهزة الأمنية بدرجة لا تسمح بتأجيلها، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه بعد حادثة مسجد الروضة في سيناء "فشل ضباط المخابرات الحربية والعامة في العمل معا". وذكرت تقارير أخري أن هناك خلافات بين اللواء خالد فوزي مدير مديرية المخابرات العامة المصرية المسؤولة عن المخابرات العامة ورئيس المخابرات العسكرية اللواء محمد فرج الشحات وأدى ذلك، إلى عدم تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الوكالتين اللتين من المفترض أن يقودا عمل مصر في مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء. المجلة أنه في ديسمبر 2016 وسع السيسي سلطة الشحات وامتيازاته، مما منحه مسئولية مكافحة الإرهاب في المدن المصرية، وهذه كانت مهمة خالد فوزي ومديرته، وأضافت الصحيفة أن هناك توترات خطيرة بين فوزي ووزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار المسؤول عن مكافحة الجماعات الجهادية. الملفات الخارجية أما التفسير الخامس فكان "الإخفاق في الملفات الخارجية" ومنها حسب البعض رفض رئيس المخابرات المقال صفقة القرن التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وتقضي بإقامة وطن بديل للفلسطينيين في جزء من سيناء المصرية ليتم توطينهم فيه بدلا من أرض فلسطين التاريخية، هي السبب الأساسي لإقالته. وكشفت عن تلك المعلومة صحيف "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي أظهرت ضابطا من المخابرات الحربية يدعى النقيب أشرف الخولي وهو يعطي أوامر للعدد من الإعلاميين والفنانين، ويوجههم إلى تهيئة الرأي العام المصري بتقبل فكرة الاستغناء عن مدينة "القدس" واستبدال "رام الله" بها كعاصمة للدولة الفلسطينية. ومن ضمن الملفات التي رأى البعض أنها السبب لإقالة اللواء خالد فوزي من جهاز المخابرات العامة بعد إخفاق الجهاز في إداراتها، ملفي سد النهضة، والعلاقات المصرية السودانية. وقال مصدر آخر إن إقالة "فوزي" قبل زيارة ديسيلين بساعات تشير إلى عمق الدور الذي يلعبه الجهاز في ملف سد النهضة، خصوصا إلى حجم الخطأ الذي ارتُكب. http://eipss-eg.org/%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1