هناك صحف كنت لا أقرؤها إلا فى الحمام؛ لأنه المكان الطبيعى لما تكتبه، ثم توقفت عن قراءتها نهائيا لسقوطها الذريع.. منها صحيفة (الفجر) المتخصصة فى نشر الأكاذيب والفضائح والصور العارية وتشويه التيار الإسلامى.. ولكن لفت نظرى مانشيت العدد الأخير (خطة الانقلاب العسكرى القادم فى مصر) بجانب عناوين تحريضية كاذبة عن اختطاف 500 فتاة مسيحية فى مصر بعد حكم الإخوان(!) ومجموعة مقالات هابطة أخرى. حمودة، الذى ظل يحج كل فترة لأمريكا للاستجمام تحت ستار العمل الصحفى منذ كان مبارك يأخذه معه على طائرته الرئاسية، يحرص على وضع عناوين صارخة وفقرات توحى لمن يقرأ مقاله أنه عليم ببواطن الأمور ويجلس مع جنرالات أمريكا ويستقى معلوماته من مراكز الدراسات الأمريكية الأمنية والاستخبارية والسياسية، بينما الحقيقة هى أنه يستقى معلوماته من الصحف الأمريكية التى يطالعها وهو جالس فى بهو الفندق والمطاعم الفخمة، ثم يلوى عنقها ليوصلها للقارئ المصرى كأنها أمور تناقش فى أمريكا بالفعل، بينما الحقيقة هى أن ما يكتبه هو وغيره يصب فى خانة الحلم بانقلاب الجيش على الرئيس المنتخب محمد مرسى واستمرار تشجيع الجيش على هذا لدرجة أنه يتوهم ما يسميه (بيان الجيش رقم واحد) -بعد الانقلاب على مرسى طبعا- بأن يعلن أن (الهدف هو حماية الدولة فى مصر من الانهيار وليس حكمها) وسوف أحكى لكم قصة هذا البيان !! المؤتمر الذى حضره "حمودة" كان عبارة ندوة لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية فى واشنطن يوم 25 إبريل الماضى تحت اسم «مصر الجديدة» أو The New Egypt، وناقش بشكل عام التحديات التى تواجهها مصر بعد الثورة وضمن محاوره بالطبع مناقشة دور الجيش المصرى فى الثورة، وحضره عدد من السياسيين والإعلاميين المصريين منهم نجيب ساويرس ومنار الشوربجى وسامح سيف اليزل وعمرو حمزاوى وزياد بهى الدين وعادل حمودة ودينا عبد الفتاح.. ولكن عادل حمودة كتب يقول إنه كان (الصحفى الوحيد المشارك فيه)!!. المؤتمر دعى له أيضا ممثل عن حزب الحرية والعدالة، حسبما فهمت ربما يكون هو الدكتور حلمى الجزار -أمين حزب الحرية والعدالة بالسادس من أكتوبر- ولكن الرجل صرح -بحسب بيان أصدره- "أن أحد المعاهد الأمريكية قد دعاه لإلقاء محاضرة وعند وصوله إلى الولاياتالمتحدة تبين له مشاركة مسئولين من الكيان الصهيونى فى هذا المؤتمر فقرر الاعتذار عن المشاركة؛ حيث إن موقف حزب الحرية والعدالة هو عدم التطبيع مع الكيان الصهيونى وقام بسداد تكاليف إقامته وأبدى استعداده لسداد تكاليف السفر للجهة الداعية، وطبعا لم يذكر حمودة هذا فى مقاله. وفهمت من مقال كتبه مايكل منير أنه جىء بشخص يدعى مصطفى الحسن لكى يمثل جماعة الإخوان المسلمين أظهر الجماعة بصورة سيئة بسبب تعاليه وتخبطه فى الحديث، وأن الدكتور عمرو دراج تنصل منه وقال: "هو لا يمثل حزب الحرية والعدالة". فهمت أيضا أن الدكتورة منار الشوربجى نفت الأكاذيب التى تتردد عن هجمة للإخوان على القضاء أو أخونة القضاء، وقالت إن الدين الإسلامى سيلعب دورا مهما فى الحياة السياسية المصرية فى الفترة المقبلة، وهو ما لم يعجب نجيب ساويرس وباقى شلة الليبراليين والعلمانيين فصعدوا للمنصة ليتحدثوا عن ذبح القضاء المصرى وإقحام الدين فى السياسة فى مصر!!. كل هذا تركه عادل حمودة وكتب عن جلسات القهوة وأحاديث صالات الطعام.. والأغرب أنه نقل بعض ما سمعه من الحضور عن الجيش المصرى وإصراره على عدم الانقلاب على الرئيس الشرعى لأسباب عديدة ذكرها، ومع هذا ذهب ينقل عن مقال كتبه (ابيجال هاوسلونر) فى صحيفة (واشنطن بوست) ينقل فيه بدوره عن شادى الغزالى حرب (!)وبعض العلمانيين المصريين، دعوتهم الجيش للانقلاب على الحكم الشرعى المنتخب، ويستدر عطف الجيش بعبارة قالها أحد هؤلاء الفاشلين فى الانتخابات الحرة بعد الثورة للانقلاب على الرئيس يقترح فيها أن يعلن الجيش بعد الانقلاب أن (الهدف هو حماية الدولة فى مصر من الانهيار وليس حكمها) وهو عنوان الجريدة الساقطة الخادع التحريضى، ولا توجد خطة ولا يحزنون إلا فى عقولهم المريضة!!.