دفعت مطالبة الرئيس السابق للائتلاف السورى لقوى الثورة السورية- أحمد معاذ الخطيب، لحزب الله اللبنانى بسحب جميع مقاتليه من سوريا لضمان عدم تحول الثورة لحرب طائفية تنتقل شرارتها للبنان، البعض لاتهام الحزب بتفضيل ولاءه لنظام الأسد ومصالحه الفئوية على حساب لبنان وأمنها. خاصة مع تصاعد الاشتباكات السياسية بين المؤيدين والمعارضين للأسد وتصاعد الدعوات للمشاركة فى دعم الثوار ردا على مشاركة الحزب، وهو ما يهدد سياسة النأى بالنفس التى أنتهجها لبنان بالانهيار وامتداد القتال لبلد يعيش توترا أمنيا منذ اندلاع الثورة السورية. وقال الخطيب، فى رسالة نشرها على صفحته بموقع "فيس بوك"– الأربعاء: إن "تدخل حزب الله اللبنانى فى سوريا قد عقد المسألة كثيرا، وكنت أتوقع منكم شخصيا بما لكم من ثقل سياسى واجتماعى أن تكونوا عاملا إيجابيا لحقن دماء أبناء وبنات شعبنا.. وأطالبكم بسحب قوات حزب الله من سائر الأراضى السورية". ويرى الثوار أن مشاركة الحزب فى المعارك داخل سوريا بمثابة "إعلان حرب" على الشعب السوري، كما توجه المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق انتقادات حادة لهذا التدخل لما قد يسببه من انعكاسات على لبنان ذى التركيبة السياسية والطائفية الهشة. فى المقابل، يعتبر الحزب المتحالف مع نظام بشار الأسد أن مشاركته فى القتال واجب وطنى للدفاع عن لبنانيين يقطنون قرى سورية، وهو ما ترفضه المعارضة وتدعوه للحوار مع المعارضة لتامين هولاء إذا كان فعلا صادق. وتأتى مطالبة الخطيب على وقع تصاعد التجاذبات السياسية فى لبنان واشتعال الأوضاع بين المؤيدين والمعارضين للأسد مما يهدد سياسة الناى بالنفس التى انتهجها لبنان منذ اشتعال الثورة السورية لكن تدخل حزب الله الذى أصبح ظاهرا للجميع، دفع العديد من العلماء لإصدار فتاوى للجهاد فى سوريا للدفاع عن إخوانهم. وأعلن الشيخ أحمد الأسير تأسيس "كتائب المقاومة الحرة" بدءا من صيدا، مطالبا جميع العلماء ورجال الدين التصديق الشرعى على هذه الفتوى، وإلى تأسيس مجموعات سرّية مسلحة للدفاع عن النفس فى حال قرر نصر الله البدء بالقتل فى لبنان على غرار ما يقوم به فى سوريا. ويوم الثلاثاء، قال عضو هيئة علماء المسلمين فى لبنان الشيخ سالم الرافعى إن تدخل حزب الله فى سوريا يجر البلاد لفتنة داخلية ويدفع الجيش السورى الحر لقصف القرى اللبنانية، وذلك بعد يوم من إعلانه التعبئة العامة لنصرة المظلومين فى منطقة القصير بريف حمص على الجانب السورى من الحدود السورية اللبنانية. ومن جانبه، قال الرئيس اللبنانى العماد ميشال سليمان إنه يجب عدم السماح بإرسال أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا، وكذلك منع إقامة قواعد تدريب داخل لبنان، إلا أن الحزب فضل ولاءه لنظام الأسد ومصالحه الفئوية وأعلن حربا شرسة على الثوار، مما سرع انزلاق لبنان للمستنقع السوري، وهدد بنقل شرارة الحرب المشتعلة فى سوريا إلى لبنان الذى عانى لسنوات من ويلات الحرب الطائفية.