على خلاف المتوقع وبأريحية كبيرة نجح فريق ريال مدريد الإسبانى فى تحقيق فوز عريض على ضيفه التركى جالاتا سراى "المستسلم" بثلاثية دون رد فى المباراة التى جرت بينهما مساء الأربعاء بملعب سنتياجو برنابيو بالعاصمة مدريد فى ذهاب الدور ربع النهائى لبطولة دورى أبطال أوروبا، ليضع الملكى قدمه فى المحطة قبل الختامية للمرة ال24 فى تاريخه. وأحسن الداهية البرتغالى جوزيه مورينيو قراءة المباراة والتعامل مع خصم عنيد يضم بين صفوفه خبرات لا يستهان بها. فى المقابل فشل المخضرم فاتح تريم فى تأهيل لاعبيه لمواجهة سيد القارة الأوروبية، فبدا فريقه عاجزا عن مجاراة أصحاب الأرض أو تهديد مرمى دييجو لوبيز رغم محاولات على استحياء من جانب الإيفوارى ديدييه دروجبا. واستعاد الملكى جهود الثنائى فاران وكونتراو فى توقيت مثالى بعد إصابة قصيرة مع الدفع بإيسيان فى مركز الظهير الأيمن على حساب أربيلوا، فيما أصر مورينيو على الاعتماد على حارسه دييجو لوبيز ليغيب الحارس الأمين إيكر كاسياس لأول مرة منذ 11 عاما عن ربع النهائى. واتسمت الأجواء فى مدرجات البرنابيو بالحماسة الشديدة التى كان وقودها بطبيعة الحال الجمهور التركى الذى قرر أن يحول الجزء المخصص له إلى كتلة من اللهب بإشعال الألعاب النارية والشماريخ فى مشهد غير معتاد بملعب الملكى. ولم يتأخر البلانكو فى إرباك حسابات منافسه بهدف مبكر حمل توقيع كريستاينو رونالدو "هداف البطولة" بعد 9 دقائق فقط من بداية المباراة من تمريرة سحرية للألمانى أوزيل حولها الدون بذكاء داخل شباك الحارس الأوروجويانى موسليرا، وحاول الأتراك استيعاب صدمة البداية سريعا ومحاولة الدخول فى الأجواء فأطلق الفيل الإيفوارى -الذى عانى طوال المباراة من ضغط فاران- تسديدة بعيدة المدى لم تشكل خطورة على مرمى المضيف. وواصل الريال أداءه المنضبط وإيقاعه المثالى، فضاعف كريم بنزيمة النتيجة فى الدقيقة 29 مستفيدا من عرضية الغانى إيسيان فشل الدفاع فى التعامل معها لتسقط أمام الفرنسى الذى لم يجد صعوبة فى إيداعها المرمى. وتعددت محاولات المارنجى على مرمى موسليرا لزيادة غلة الهداف واستغلال حالة التراجع والارتباك فى صفوف المنافس، وكاد بالفعل رونالدو أن يوسع الفارق من ركلة حرة سددها بامتياز لتعلو العارضة بسنتيمترات. وحاول تريم التدخل لإنقاذ فريقه فسحب الحاضر الغائب شنايدر من أجل إنعاش وسط ملعبه ومحاولة إيجاد وسيلة لفك طلاسم دفاعات الريال، إلا أن مورينيو عمد إلى غلق المساحات وإصابة منافسه بالإحباط بتبادل الكرات فى منتصف الملعب مع شن هجمات مرتدة سريعة على مرمى "الباشوات"، وبالفعل نجح البديل هيجواين فى تعميق جراح جالاتا سراى بهدف ثالث 73 بعدما حول عرضية ألونسو رأسية داخل الشباك مفتتحا رصيده التهديفى فى بطولة هذا العام. وبات الملكى على عتبات التأهل إلى نصف النهائى بحثا عن اللقب العاشر فى البطولة الأهم فى القارة العجوز، ليضم جالاتا سراى إلى قائمة الضحايا بعدما تبخر حلم الأخير فى العبور إلى دور الأربعة للمرة الثانية فى تاريخه بعد غياب 24 عاما. وأكد مورينيو عزمه مواصلة المسير نحو لقبه القارى الثالث ليحقق إنجازا فريدا بالتتويج بالكأس "ذات الأذنين الكبيرتين" تحت ألوان 3 فرق مختلفة، وبالمثل عزز مواطنه الرائع رونالدو رقمه الفذ بتسجيل هدفه ال9 فى دورى الأبطال من 9 مباريات ليتربع على عرش الهدافين، كما رفع غلته هذا الموسم إلى 44 هدفا فى كل البطولات فى 44 مباراة خاضها البرتغالى. فى المقابل صب فاتح تريم غضبه على حكم المباراة واتهمه بعدم امتلاك الشجاعة لاحتساب ركلتى جزاء لصالح فريقه، مؤكدا أنه يعد العودة فى إسطنبول شبه مستحيلة بعد السقوط الثلاثى فى مدريد.