* "ارجو" يعرض أزمة الرهائن برؤية أمريكية.. وإيران تجهز الرد بفيلم ضخم * "سبيلبرج" يراهن على "لينكولن" لحصد 12 جائزة * "زيرو دارك ثيرتى" يثير جدلا سياسيا عن استخدام التعذيب فى عملية مقتل "بن لادن" * مايكل مور يتدخل للإفراج عن المخرج الفلسطينى صاحب وثائقى "خمس كاميرات محطمة" "لا صوت يعلو فوق صوت السياسة" شعار يرفعه مهرجان الأوسكار فى أحدث دوراته التى تقام بعد غد (الأحد) بعدما أجرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التى تقدم الجائزة السنوية أول استطلاع إلكترونى لها لأعضاء التصويت ال5800 على جوائزها. حيث تتعرض 4 أفلام لموضوعات سياسية من بين 9 مرشحة لأوسكار أفضل فيلم، فضلا عن أحد الأفلام الأجنبية المرشحة للجائزة، ويعتبر الفيلم الأمريكى "ارجو" الفيلم الأوفر حظا للفوز بجائزة كبرى فى حفل توزيع جوائز الأوسكار، بعد أن هيمن على جوائز (جولدن جلوب) وجوائز رابطة المنتجين ورابطة المخرجين ورابطة ممثلى السينما، وفاز "ارجو" منذ أيام بجائزة أفضل نص مقتبس من رابطة الكتاب الأمريكية فى آخر حفل لتوزيع الجوائز الكبرى قبل الأوسكار. "ارجو" فيلم سياسى يزخر بالإثارة، ويركز على إحدى وسائل الخداع لوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سى آى إيه) من أجل إخراج رهائن أمريكيين من إيران، ويلقى الفيلم نظرة على سياسات الثورة الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى الصراع السياسى داخل "سى آى إيه" والبيت الأبيض أثناء محاولة مسئولين بارزين التعامل مع هذا الموقف الحرج. ويجسد الفيلم جانبا من أزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران، والذى أخرجه ولعب دور البطولة فيه "بين افليك" والذى اختاره 24 من أصل 25 خبيرا فى استطلاع نظمه موقع "غولد ديربى دوت كوم". وفى رد فعل مبدئى ذكرت وسائل إعلامية منذ أيام أن إيران قررت إنتاج فيلم درامى عن احتجاز الرهائن الأمريكيين خلال الثورة الإسلامية فى عام 1979، لتصحيح الصورة "المشوهة"، التى قدمها فيلم "ارجو"، حيث نقلت وسائل الإعلام عن الممثل والمنتج الإيرانى، آية الله سليمان، قوله: "إن النص السينمائى للفيلم الإيرانى جاهز". وأضاف سليمان، أن مسودة فيلم والموظفون العامون، حصلت على موافقة مركز الفنون الإيرانى، وينتظر الميزانية لبدء التصوير، وأن "الفيلم يدور حول قصة 20 رهينة أمريكية يقوم الثوار الإيرانيون بتسليمهم إلى السفارة الأمريكية فى بداية الثورة الإسلامية، وهذا الفيلم سيكون الرد المناسب على أفلام مشوهة مثل ارجو". يأتى هذا فى الوقت الذى يتصدر فيه فيلم الدراما التاريخية "لينكولن" الترشيحات ب12 ترشيحا، حيث يقدم ستيفن سبيلبرج نظرة مفصلة لنضال الرئيس الأمريكى الأسطورى إبراهام لينكولن من أجل استئصال تجارة الرقيق. أما الفيلم السياسى "زيرو دارك ثيرتى" الذى اختارته رابطة الكتاب، للحصول على جائزة أفضل نص أصلى فتدور قصته حول مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فقد أثار منذ لحظة الإعلان عنه عواصف سياسية، ودفع الجمهوريين لاتهام البيت الأبيض بتسريب معلومات سرية بشأن مطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن لصناع الفيلم؛ إذ يستند الفيلم إلى نص حقيقى حول تعقب وكالة الاستخبارات الأميركية لأسامة بن لادن وقتله، ويطرح سؤالا حول التعذيب: هل كان التعذيب ضروريا أو غير ضرورى، وهل استُخدم لتعقب بن لادن وقتله؟ ويظهر المحققون من وكالة الاستخبارات الأمريكية وهم يضربون السجناء ويحاولون إيهامهم بالغرق، ويحرمونهم النوم ويطوون أجسادهم فى وضعيات قاتلة ويعرّونهم من ملابسهم، باستثناء وضع أطواق الكلاب مع مقاود وتعذيبهم ومضايقتهم للكشف عن السر، كلّ ذلك وهم يتبوّلون ويتغوّطون على أنفسهم، وقد استخدم النشطاء المناهضون للتعذيب الفيلم كنقطة تركيز. كما انتقد عدد كبير من الساسة، بينهم المرشح الرئاسى الجمهورى الأسبق جون ماكين، الفيلم لتصويره للتعذيب قائلا إن الفيلم يعطى انطباعا خاطئا بأن استخدام التعذيب كان العامل الأساسى فى الحصول على المعلومات التى أدت إلى رصد موقع اختباء بن لادن. ويتناول فيلم "جانجو انتشيند" (جانجو بلا قيود) الإرث السياسى للرق، وقد تعرض للانتقاد من قبل بعض الأمريكيين من أصول إفريقية، لعدم احترامه الملايين الذين عانوا من النظام الاقتصادى العنصرى الذى قامت عليه معظم أمريكا. وقد امتد هذا الطغيان السياسى إلى قسم الأفلام الأجنبية؛ حيث يثير الفيلم التشيلى "نو" جدلا بشأن قصته التى تدور حول مسئول تنفيذى مكسيكى فى مجال الإعلانات، يلعب دورا محوريا فى استفتاء عام 1988 الذى كان إيذانا بانتهاء حكم الديكتاتور أوجوستو بينوشيه الذى استمر 15 عاما. من جانب آخر، ما زالت مسألة احتجاز المخرج السينمائى الفلسطينى عماد برناط الذى ينافس فيلمه "خمس كاميرات محطمة" للفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقى، هو وزوجته وابنه البالغ من العمر 8 أعوام فى مطار لوس أنجلوس الدولى وهو فى طريقه لحضور حفل جوائز الأوسكار، وتهديده بالترحيل قبل أن يخلى سبيله ويسمح له بدخول الولاياتالمتحدة مسألة مثيرة للجدل. إذ تدخل المخرج مايكل مور الحائز على جائزة الأوسكار وعضو فى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التى تمنح جوائز الأوسكار، للمساعدة فى حل الموقف، واتصل بمسئولى الأكاديمية الذين اتصلوا بمحامين ليتفهم مسئولو المطار القضية.